قتلت إسرائيلية وأصيب ثمانية وثلاثون إسرائيلياً بجروح، إثر انفجار عبوة ناسفة بالقرب من حافلة إسرائيلية في مدينة القدس الغربية المحتلة. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة وضعت بالقرب من كشك للهاتف العمومي، داخل مباني الأمة على المدخل الغربي لمدينة القدس الغربية، أثناء مرور الحافلة الرقم 74، ما أدى الى وقوع الإصابات.وعلى الفور، هرعت قوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيلية وعشرات سيارات الإسعاف الى مكان الانفجار الذي وقع في محطة للحافلات داخل مباني الأمة في القدس، وشرعت بعمليات تمشيط واسعة بحثاً عن واضعي العبوة الناسفة.
من جهته، أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهرونوفيتش أنه لم يكن لدى أجهزة الأمن تحذيرات مسبقة من وقوع عمليات ضد أهداف إسرائيلية. وأضاف، خلال زيارته مكان العملية، «إن الانفجار وقع نتيجة تفعيل عبوة ناسفة كانت داخل عربة بالقرب من محطة مسافرين، وأن الحديث يدور عن عبوة تزن ما بين كيلو إلى 2 كيلو محشوّة بالشظايا والكرات الحديدية».
وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن مصادر أمنية تقدر أن العبوة أدخلت الى منطقة القدس من الخليل، حيث لم تكتمل بقايا الجدار. وقال المراسل العسكري للقناة إن طريقة تنفيذ العملية لا تشير الى مسؤولية «حماس» عنها.
وفي وقت لاحق، أعلنت مصادر إسرائيلية اعتقال شخص بالقرب من حدائق «ساكر» في القدس الغربية، لم توضح هويته، يشتبه في علاقته بالانفجار، فيما أغلقت قوات الاحتلال مداخل مدينة القدس التي تفصلها عن مدينتي بيت لحم ورام الله، وشددت من إجراءاتها العسكرية على الحواجز المنتشرة في محيط المدينة.
وقال مواطنون تنقلوا ما بين بيت لحم ورام الله إن طوابير من السيارات اصطفت على جانبي حاجز «الكونتينر» شرق القدس، وإن المارين خضعوا لإجراءات تفتيش دقيقة. وتلقت الشرطة الإسرائيلية بكل ألويتها ومناطق عملياتها أمراً بتكثيف عمليات الدهم والتفيش بحثاً عن الفلسطينيين الموجودين داخل إسرائيل دون تصريح، وفقاً للمصادر الإسرائيلية التي أوردت النبأ. وأضافت إن هذه الأوامر وما سيعقبها من عمليات، جاءت رداً على انفجار القدس.
وتعقيباً على العملية، قال وزير الداخلية الإسرائيلي، إلياهو يشاي، إنه يجري البحث في شن عملية عسكرية من أجل عدم فقدان الردع. وقال «هناك تصعيد من جهات عدة يحتم علينا أن نعمل، وإلا فإننا سوف نفقد قدرة ردعنا».
وأضاف يشاي، رئيس حزب «شاس»، «كنا في اجتماع أمني في الكابينيت (الحكومة الأمنية المصغرة) وسلسلة الأحداث من (عملية) إيتمار وحتى اليوم تستوجب من دون شك البحث في تنفيذ عملية عسكرية ضد الإرهاب ولن يكون بالإمكان البقاء من دون عملية عسكرية». وشدد على أن «التصعيد يلزمنا بدراسة عملية عسكرية كهذه، لكن لم يتّخذ قرار عيني. وتدرس إمكانيات مختلفة».
وتجمهر في موقع العملية عشرات الشبان اليهود الذين هتفوا بشعارات معادية للعرب، واعتدوا على صحافيين أجانب.
بدوره، قال عضو الكنيست أريه الداد إن «العملية التفجيرية في القدس والتصعيد الفلسطيني في منطقة الجنوب، ما هما إلا جزء من حرب المئة عام التي يديرها الفلسطينيون من أجل إزالة دولة إسرائيل عن الوجود». وأضاف «إسرائيل لم ترد بشكل حاسم وقوي على ما تعرضت له في الآونة الأخيرة، وهذا التقاعس يدفع ثمنه الآن سكان مدينة القدس».
وفيما حمّلت وسائل إعلام إسرائيلة حركة «الجهاد الإسلامي» مسؤولية العملية، قالت الحركة إنها «تبارك» الهجوم من دون أن تعلن مسؤوليتها عن هذه العملية.
وقال أبو أحمد المتحدث باسم سرايا القدس، وهي الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، «نبارك في سرايا القدس هذه العملية النوعية، وهي تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم العدو». وأوضح لوكالة «فرانس برس» «هناك عدوان صهيوني على كل شعبنا. فاليوم، المقاومة ردت على هذا العدوان وهذا حق طبيعي كفلته كل الشرائع». وتابع «هذه العملية هي رسالة قوية الى الاحتلال بأن جرائمه لن تستطيع أن تكسر المقاومة».
بدوره، دان الرئيس محمود عباس العملية التي وقعت في القدس، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية. كما دان رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض العملية، قائلاً: «بالرغم من عدم توفر معلومات كافية حتى الآن عن هذه العملية، فإنني أدين بأشد العبارات هذه العملية بغضّ النظر عن الجهة التي تقف خلفها».
وقال فياض «إن مثل هذه العمليات ـــــ اذا ما ثبت أن منفذها فلسطيني ـــــ تلحق الضرر بالقضية الفلسطينية، وتتعارض تماماً مع سعي (الشعب الفلسطيني) المشروع إلى نيل حريته بالوسائل السلمية وبإصراره على الصمود والبقاء على أرضه».
وندد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتفجير. وقال، في بيان مكتوب، «ليس هناك أي مبرر على الإطلاق للإرهاب. تدعو الولايات المتحدة الجماعات المسؤولة عن ذلك إلى وقف هذه الهجمات فوراً، ونشدد على أن إسرائيل مثل كل الدول لها حق الدفاع عن النفس». كذلك عبّر أوباما عن تعازيه لمقتل فلسطينيين في غزة الثلاثاء. وحثّ كل الأطراف على بذل كل جهد ممكن لمنع العنف وسقوط ضحايا مدنيين.
ونددت فرنسا بشدة التفجير ووصفته بـ«الإرهاب الأعمى»، كما أدانت مقتل 4 مدنيين فلسطينيين بقصف إسرائيلي لقطاع غزة. وأصدر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه بياناً جاء فيه «اليوم، ضرب الإرهاب الأعمى القدس مرة جديدة». وأعرب عن تضامن فرنسا مع الشعب الإسرائيلي الذي تعرض «لهذا العمل الكريه».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي أي، رويترز)



مصر تحذّر إسرائيل

دان وزير الخارجية المصري نبيل العربي الهجوم في القدس المحتلة، محذراً اسرائيل من «الاندفاع الى عملية عسكرية في غزة». ونقلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية منحة باخوم عن نبيل العربي قوله إن «سياسة مصر الثابتة هي رفض وإدانة استهداف المدنيين».
كذلك حذر الوزير المصري، بحسب المتحدثة باسمه، «إسرائيل من الاندفاع الى عملية عسكرية في غزة»، مؤكداً أن مثل هذه العملية «لن تؤدي الا الى مزيد من الاحتقان والتوتر».
وأكد العربي أن «تصاعد العنف لن يكون في مصلحة أي من الطرفين، ولا في مصلحة السلام والاستقرار». ورأى أنه «لا ينبغي أن يعطي أحد الذريعة لإسرائيل لممارسة العنف»، في إشارة الى الحركات الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.
ويعدّ موقف العربي الأول من نوعه لمصر في ما يتعلّق بالصراع العربي الإسرائيلي بعد إسقاط حكم الرئيس حسني مبارك.
(أ ف ب)