أعتقلت السلطات السعودية نحو 100 متظاهر خلال تظاهرات الأسبوع الماضي في المنطقة الشرقية، بحسب ما أعلنت منظمة حقوقية سعودية. وقالت منظمة «هيومن رايتس فيرست سوسياتي» إن المئات احتشدوا في منطقة القطيف آتين من المناطق المجاورة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وسحب الجيش السعودي من البحرين. وأضافت، في بيان، «خلال التظاهرات السلمية الأسبوع الماضي في المحافظة الشرقية، حيث الغالبية الشيعية في مناطق سفوا والقطيف والأحساء، اعتُقل 100 شخص». وأشارت إلى أن هؤلاء المعتقلين قد تعرضوا «للتعذيب الجسدي والنفسي، وخاصة معتقلي الأحساء». ورفض المتحدث باسم وزارة الداخلية منصور التركي التعليق على التقرير، قائلاً: «أي شخص ارتكب عملاً عنفياً يجرمه القانون السعودي سيُعتقل، وأيّ شخص يثبت تورّطه في التظاهرات سيُعتقل ويُرسل إلى المحاكمة».
من جهة ثانية، ذكر موقع حكومي سعودي إلكتروني أن السعودية تعتزم البدء بانتخابات المجالس البلدية في نيسان، في أول تنازل سياسي منذ أن وصلت الاحتجاجات التي اجتاحت المنطقة إلى السعودية.
وأضاف الموقع أن المرحلة الأولى من الانتخابات ستبدأ يوم السبت 23 نيسان. وجاء الإعلان على موقع وزارة الشؤون البلدية والقروية، ولم يشر إن كان سيُسمح للنساء بالمشاركة، ولم يقدم المزيد من التفاصيل.
ونظّمت المملكة أول انتخابات بلدية في تاريخها في 2005، وفي 2009 مدّدت الحكومة السعودية مدّة المجالس البلدية لعامين إضافيين. ولم تشارك المرأة في تلك الانتخابات، فيما لم يعلن بعد عن أي تغيير في النظام الانتخابي.
ويأتي إعلان موعد الانتخابات فيما تشهد المملكة دعوات إلى توسيع المشاركة والإصلاح السياسي. وينادي مناصرون للإصلاح بتعزيز المشاركة الشعبية من خلال انتخاب أعضاء مجلس الشورى. وأيّد الأمير السعودي البارز تركي الفيصل، سفير المملكة السابق لدى واشنطن، خلال مشاركته في أعمال منتدى جدة الاقتصادي يوم الأحد، هذه الدعوة.
وكان نحو 26 شخصية من الدعاة والأكاديميين والناشطين السعوديين الإسلاميين، بينهم الداعية المعروف سلمان العودة، قد وجهوا في شباط نداءً إلى الملك من أجل إصلاح سياسي في المملكة، وخصوصاً عبر انتخاب مجلس الشورى.
في هذه الأثناء، بعدما ورّطت القوات السعودية نفسها في أزمة البحرين، تجنّد الإعلام السعودي لتطييف الانتفاضة البحرينية ومهاجمة إيران واتهامها بتصدير الفكر الطائفي الشيعي.
وكتبت صحيفة «الجزيرة» أنه «تأكد أن ما جرى في البحرين بداية التنفيذ لمخطط إيراني يهدف إلى مدّ النفوذ والهيمنة، وحتى الضم القسري لأرض عربية إلى دولة إقليمية لا تُخفي أطماعها في أراضي العرب، وخاصة في دول الخليج العربية».
وأضافت «طوال الثلاثين عاماً ونيف الماضية كان يُغذّى هذا التوجه بمدّ فكر منغلق طائفي (شيعي) أخذ ينمو ويتّسع وسط غفلة من دول المنطقة التي لم تتصدَّ لهذه المخططات التي وضحت خطورتها وإفرازاتها المأساوية في كل الدول العربية، وخاصة ما جرى في البحرين، وقبل ذلك في العراق ولبنان وحتى في شمال
اليمن».
صحيفة «عكاظ» قالت إن «الاعتداء الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران لم يكن الأول الذي تتعرض له بعثة دبلوماسية في إيران». وأضافت أنه «منذ الثورة الإيرانية، ظلت البعثات الدبلوماسية تتعرض للمضايقات والاعتداءات، وظلت مقار بعض البعثات عرضة للانتهاك
والاحتلال».
وتابعت «سجل التاريخ احتلال الطلاب الإيرانيين لمقرّ السفارة الأميركية في طهران واحتجازهم أعضاء البعثة الدبلوماسية الأميركية رهائن في بدء
الثورة».
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)