حلب | عادت خدمة الانترنت على الهاتف الأرضي في حلب، ولكن بعشر مستواها عشية القطع العام الذي فرضه المسلحون إثر دخولهم مدينة إدلب في آذار المنصرم وتفكيكهم المقسم الخاص بالشبكة، بالتزامن مع قيام ميليشيات أخرى بقطع الخط الذي يصل حلب بتركيا عبر اعزاز.وقال مصدر في مديرية اتصالات حلب لـ«الأخبار» إن «أعمال نصب شبكة بث ميكروي لاسلكية انتهت، وجرى تجريب صلاحيتها بغية توفير الخدمة لجميع المشتركين».

وأشار المصدر إلى انّ «السعة التي سيجري توفيرها عبر البث لن تتعدى الواحد جيغا، ولكن سيجري توزيعها على جميع المشتركين بالتساوي، بحيث تؤمن لهم خدمة الدخول إلى برامج المحادثة والمواقع سهلة التحميل».
مديرية اتصالات حلب عشية انقطاع الخدمة كانت تؤمن نحو 50 ألف بوابة اشتراك تدرّ على المؤسسة العامة للاتصالات دخلاً شهرياً يقارب 60 مليون ليرة سورية. ومع شيوع اقتناء الأجهزة الذكية من قبل مختلف فئات المجتمع باتت الحاجة ماسة لاتصال بالشبكة عبر خدمة wi-fi، حيث أن الاتصال عبر شبكات الخلوي يكلّف المستخدمين مبالغ طائلة، على عكس ADSL الذي يمكن أن يؤمن الخدمة لكل أفراد العائلة باشتراك شهري يقل عن استهلاك جهاز خلوي واحد.
وخلال أشهر الانقطاع التسعة كانت الورش الفنية تجهز بوابات التوسع الجديدة التي يناهز عددها الـ 45 ألف بوابة، سيجري الانتهاء من تركيبها في غضون الأسبوع المقبل، وفق المصدر. في خط مواز لذلك، تقوم ورش هندسية تابعة لشركات القطاع العام بالحفر وتمديد كابلات أرضية تصل حلب بمحافظة حماة، عبر طريق خناصر- أثريا، ما يتيح ربط شبكة حلب أرضياً بالشبكة الوطنية، ومضاعفة حجم الخدمة بعد التوسع في عدد البوابات، وتوفير حزمة لا تقل عن 10 جيغا، ما سيحسّن الخدمة المقدمة ويعيدها إلى سابق عهدها.
وبحسب مصدر في مجلس محافظة حلب فإن الانتهاء من المشروع سيتأخر قليلاً، بسبب الهجوم الأخير على طريق خناصر، وقطعه من قبل إرهابيي تنظيم «داعش»، ما تسبب بتوقف الأعمال لمدة أسبوعين. وأضاف المصدر أن تمويل المشروع وتبنيه بشكل كامل من قبل الحكومة سيسرع الإنجاز، بالأخص أنه من المشاريع الحيوية والرابحة، حيث ستتكفل الاشتراكات لعدة أشهر في استعادة كامل ميزانية المشروع.
من جهته، اعلن وزير الاتصالات محمد الجلالي في تصريحات صحفية عن «منح المشتركين في حلب فترة زمنية مجانية تمتد حتى نهاية الدورة الهاتفية الأولى لعام 2016، تعويضاً عما عانوه في الفترة الماضية». وتتوقع مصادر «اتصالات حلب» أن تنتهي ورش تمديد الكابلات البديلة من عملها
بحلول آذار من العام المقبل، في وقت ستقبل فيه جميع طلبات تركيب البوابات للمشتركين. وكانت قد فشلت مفاوضات متكررة مع المجموعات المسلحة لإعادة الخدمة إلى المدينة، حيث اضطلعت مبادرة «اهل حلب» الأهلية بدور الوسيط بين الإدارة والميليشيات التي راوحت مطالبها بين إفراج السلطات عن متهمين بقضايا إرهاب وموقوفين وبين تجهيز أبراج للاتصالات الخلوية في منطقة أعزاز وغيرها، وصيانة أعطال الهاتف في مناطق سيطرتهم.
وبعد اتضاح تعنت المسلحين وفشل الجهود المبذولة، بدأت المؤسسة مشروعين لتأمين الخدمة التي كانت شركتا الخلوي أسبق في التوسع بتوفيرها، حيث جرى أولاً تأمين حزمة للإدارات الحكومية، ومن ثم التعاقد مع إحدى شركات القطاع العام الانشائية لمد كابلات أرضية، بالتوازي مع توفير أجهزة بث ميكروية تؤمن حزمة 1 جيغا بشكل مبدئي، ويجري تحسينها لاحقاً.