لقيت المجزرة التي ارتكبتها السلطات اليمنيّة أمس بحقّ المتظاهرين ضد حكم علي عبد الله صالح موجة عنيفة من التنديد والشجب الدوليين، فيما دعت منظمة حقوقية مجلس الأمن الدولي إلى التدخل الفوري في اليمنطلب الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، من نظيره اليمني علي عبد الله صالح، السماح بسير التظاهرات السلمية، فيما دانت الحكومة الفرنسية بشدّة مجزرة اليمن التي أوقعت 46 قتيلاً على الأقلّ.
وقال أوباما في بيان «أدين بشدّة أعمال العنف التي وقعت اليوم (أمس) في اليمن، وأدعو الرئيس صالح الى الوفاء بوعده بالسماح للتظاهرات بالسير سلمياً»، مضيفاً «إن منفذي أعمال العنف هذه ينبغي أن يتحمّلوا المسؤولية».
وأعرب الرئيس الاميركي عن تأييده «لتغيير سياسي يلبّي طموحات اليمنيين». وقال «الأهم أكثر من أي وقت مضى هو مشاركة كل الأطراف في عملية مفتوحة وشفافة تلبّي الطموحات الشرعية لليمنيين، وتفتح طريقاً سلمياً وديموقراطياً ومنظماً نحو دولة أقوى وأكثر ازدهاراً».
وكان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، دان جون برينان، قد أدان «بأشد العبارات» إطلاق أنصار النظام اليمني النار على تظاهرة ضد السلطة في صنعاء.
وأشار برينان، الذي أجرى محادثات مع الرئيس اليمني مرات عدة في الأيام الأخيرة، الى أنه سيتصل به مجدداً لإبلاغه بقلقه حيال الوضع، واصفاً المعلومات التي تحدثت عن أعمال العنف في صنعاء بأنها «مثيرة للقلق الشديد».
وفي وقت سابق، طلبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «إنهاء العنف» في اليمن. وقالت في تصريح في واشنطن «بشأن اليمن، رسالتنا تبقى نفسها. يجب أن يتوقف العنف، وأن تبدأ المفاوضات لإيجاد حل سياسي».
وفي باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «نأسف لوقوع عدد كبير من الضحايا. يجب الآن على قوات الأمن والجماعات الموالية للحكومة أن توقف الهجمات ضد أشخاص يعبّرون عن حقوقهم في حرية التعبير والتظاهر».
بدوره، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدّة استخدام قوات الأمن اليمنية الذخيرة الحية ضد المتظاهرين في صنعاء. وأضاف بان في بيان قرأه المتحدث باسمه، مارتن نيزركي، أنه «منزعج بشدّة من استمرار العنف وعدم الاستقرار في اليمن». وكرّر دعوته إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مذكّراً حكومة اليمن بواجبها في «حماية المدنيين». ودعا كافة الأطراف في اليمن إلى الامتناع عن «الأعمال الاستفزازية التي يمكن أن تؤدّي إلى المزيد من العنف». وقال بان إنه يعتقد بأن لا بديل من الحوار الشامل بشأن إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية من أجل معالجة الأزمة السياسية والمحافظة على الوحدة الوطنية.
عربياً، دانت قطر ما وصفته بالاستخدام المفرط للقوة من السلطات اليمنية ضد المتظاهرين في صنعاء. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية لوكالة الأنباء القطرية، إن دولة قطر تتابع بقلق شديد التطورات المؤسفة للأحداث الجارية في اليمن، والتي أدّت إلى سقوط المزيد من الضحايا.
وأكد المصدر أن «دولة قطر إذ تعبّر عن الحزن والأسى لسقوط عدد من الضحايا المدنيين، تعرب عن إدانتها واستيائها لاستخدام القوة المفرطة من السلطات اليمنية».
وأضاف أن اللجوء إلى القوة «لا يؤدّي إلى حل المشاكل بل إلى تعقيدها وخروجها عن السيطرة». وعبّر المصدر عن ثقته بأن مثل هذه الأمور لا تحل بهذا الأسلوب بل بالحكمة وتغليب المصلحة العليا للوطن.
كذلك، دعت منظمة حقوقية يمنية مجلس الأمن الدولي الى التدخّل الفوري في اليمن لوضع حدّ «للمجازر» التي يتعرّض لها الشعب اليمني على يد نظام الرئيس صالح.
وطالبت المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات مجلس الأمن بالتدخّل الفوري كما تدخل في ليبيا «وذلك لمنع جريمة كبيرة ولمحاكمة المتسببين في جريمة المجزرة الوحشية التي ارتكبتها قوات الأمن اليمني ومحاسبتهم».
ودانت المنظمة «المجزرة الوحشية» التي ارتكبتها قوات الأمن اليمنية ضد المعتصمين المسالمين في ساحة التغيير، وحمّلت النظام اليمني المسؤولية الكاملة عن «هذه الجريمة». وناشدت المنظمة اليمنية المنظمات العربية والإقليمية والدولية التحرك العاجل والضغط من أجل إيقاف القتل الجماعي للمعتصمين والجرائم ضد الإنسانية في اليمن.
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب، رويترز)