خاص بالموقع | طرأ خلال الأشهر الأخيرة تراجع كبير للغاية في العلاقات بين إسرائيل والأردن، تمثل في تعمق القطيعة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والملك الأردني عبد الله الثاني، وعدم وجود سفير أردني في تل أبيب. ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن السفير الأردني الأخير في تل أبيب علي العايد غادر إسرائيل في شهر تموز الماضي، ومنذ ذلك الحين لم يُعيّن سفير مكانه. وأضافت الصحيفة أنه رغم وعود أردنية بتعيين سفير جديد في تل أبيب، إلا أن هذا لم يحصل حتى الآن.وطالبت إسرائيل الأردن بتعيين سفير في تل أبيب، وأوضحت أن عدم القيام بذلك يمس كثيراً العلاقات بين الدولتين. وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن امتناع الأردن عن تعيين سفير جديد في إسرائيل نابع من الجمود الحاصل في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، وغضب الأردن على إسرائيل لعدة أسباب، بينها سياسة إسرائيل في القدس الشرقية في ما يتعلق بالاستيطان والحفريات الأثرية في محيط الحرم القدسي وتصريحات قياديين في اليمين الإسرائيلي، بينهم عضو الكنيست المتطرف أرييه إلداد بشأن موضوع «الوطن البديل» للفلسطينيين في الأردن.
وقالت «يديعوت أحرونوت» إن مستوى التعاون بين الحكومتين الأردنية والإسرائيلية وصل إلى درك غير مسبوق و«يصل إلى الصفر»، وإن وزراء أردنيين يرفضون لقاء نظرائهم الإسرائيليين ويتهرّبون من الالتقاء بهم. لكن الصحيفة أشارت إلى أن الموضوع الوحيد الذي لا تزال الدولتان تتعاونان فيه هو الموضوع الأمني.
وترى التقديرات الإسرائيلية أنه في أعقاب احتجاجات المعارضة التي انطلقت في الأردن أخيراً والثورات والانتفاضات في العالم العربي، تضعف احتمالات تعيين سفير أردني جديد في تل أبيب في الوقت الحالي. وقال مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى للصحيفة إن «عدم وجود سفير هو أمر سيّئ جداً، وهذا جزء من انعدام الثقة بين الدولتين، الذي وصل إلى حضيض عميق، وقلنا إن الخسارة هي للجانبين». وأضاف «هناك مشاكل كثيرة في العلاقات، وهناك مواضيع تنبغي معالجتها، لكن في ظل عدم وجود سفير، فإن الأمور تزداد صعوبة».
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول أردني قوله إنه «بسبب الجمود السياسي، سيكون صعباً على الأردن تعيين سفير في هذه الفترة، لكن لا قرار بعدم تعيين سفير في المستقبل، والأمر متعلق بالتطورات السياسية». وأضاف أن «هناك قائماً بأعمال السفير في تل أبيب، والسفارة تعمل، والسفير هو رمز، وهو مهم بالتأكيد، وسيأتي حتى وإن استغرق ذلك وقتاً». وأكد مسؤولون إسرائيليون وأردنيون أن أحد أسباب القطيعة في العلاقات هو عدم ثقة ملك الأردن بنتنياهو. كذلك يقاطع الأردنيون وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ويرفض وزير الخارجية الأردني أي اتصال معه.

(يو بي آي)