فيما يستعدّ معارضو الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لتنظيم تظاهرات حاشدة اليوم تحت شعار «يوم الإنذار»، نفّذ بلطجية الرئيس هجوماً جديداً على محتجين مطالبين بإسقاط النظام في وسط صنعاء، في الوقت الذي شهدت فيه مدينة مأرب اشتباكات دامية مع تنظيم «القاعدة»، أدّت إلى مقتل ثلاثة جنود وثلاثة عناصر من التنظيم. وتعرض المعتصمون أمام جامعة صنعاء لمحاولة اقتحام وهجوم بالأسلحة النارية والعصيّ والخناجر، ما أدّى إلى سقوط نحو عشرة جرحى. وذكر شهود عيان أن الهجوم نفذه «بعض الملثّمين من المدنيين»، الذين يصفهم المحتجون بأنهم «بلطجية» موالون للنظام.
وفي تعز، سقط نحو 130 جريحاً خلال هجوم نفذّته قوات الأمن لفك اشتباك بين مؤيدين ومعارضين لنظام صالح في ساحة الحرية. وقال مصدر يمني إن «قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين إثر اشتباكات مع مؤيدي صالح، ما أوقع ذلك العدد الكبير من الجرحى». وينتظر أن يشهد اليوم تظاهرات معارضة للنظام تحت شعار «جمعة الإنذار»، حيث توقع المنظمون خروج عشرات الآلاف من المواطنين في جميع المدن اليمنية، ودعوا المشاركين إلى حمل الشارات الصفراء كدلالة على «إنذار» النظام. فيما اتهمت المعارضة البرلمانية المنضوية تحت لواء «اللقاء المشترك» النظام بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»، محمّلة صالح مسؤوليتها. وقالت إن «الدماء التي سالت في مختلف أرجاء الوطن الغالي» في «جرائم واعتداءات» ارتُكبت «بالرصاص الحي والغازات المحرّمة دولياً والهراوات» هي «جرائم ضد الإنسانية».
وأكدت المعارضة أن هذه الجرائم المفترضة «يجري رصدها وتوثيقها وسيلاحق مرتكبوها أمام القضاء الوطني والدولي، ولن يفلتوا من العقاب أبداً». وحمّلت صالح شخصياً ونجله وأبناء شقيقه الذين يديرون قوات الحرس الجمهوري والخاص والأمن المركزي والقومي، «مسؤولية ارتكاب» الجرائم المفترضة. وطالبت صالح بـ«الرضوخ للإرادة الشعبية وتسليم السلطة للشعب، مالكها الأساسي، والكف عن ارتكاب المزيد من الجرائم وأعمال البلطجة المستميتة».
كذلك أدان «اللقاء المشترك» التعرض للصحافيين، إضافةً إلى «التهديدات والملاحقات الأمنية»، التي قالت إن علماء الدين الذين يدعمون المعارضة يتعرضون لها. ودعت المعارضة الشعب اليمني إلى «مزيد من الالتفاف الشعبي والالتحام الجماهيري مع شباب الثورة السلمية، لإنجاز نصر يعيد إلى الشعب سلطته المسلوبة، وإلى الوطن كرامته ومكانته بين دول العالم».
وتستمر منذ نهاية كانون الثاني الماضي حركة احتجاجية كبيرة في كافة أنحاء اليمن، مطالبةً بإسقاط النظام ورحيل صالح الذي يتمسك بإنهاء ولايته الدستورية التي تنتهي عام 2013. وقد قُتل نحو أربعين شخصاً خلال الاحتجاجات، فيما يتعرض المتظاهرون المعارضون على نحو شبه يومي لهجمات عنيفة تشنّها قوات أمنية ومدنيّون موالون للنظام.
من جهة أخرى، أكد مسؤول أمني أن ثلاثة عناصر من تنظيم «القاعدة» وثلاثة جنود يمنيين لقوا مصرعهم في اشتباكات وقعت في محافظة مأرب (شرق صنعاء).
(يو بي آي، أ ف ب)