ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط بدأت تفقد الأمل بسبب عدم إمكان استئناف مفاوضات السلام المجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما شنّ الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، حملة شديدة اللهجة على الرئيس السوري بشار الأسد، متهماً إياه بالسير على درب والده وتسخين الحدود الشمالية مع فلسطين المحتلة.
ونقلت «هآرتس» عن ممثّلي اللجنة الرباعية الدولية تأكيدهم أن «حجم الخلاف الإسرائيلي مع الفلسطينيين بعيد وواسع جداً، ما صعّب العودة بالمفاوضات بينهما إلى مسارها الطبيعي». وحذرت من «تزايد التشاؤم بشأن إمكان إحراز اختراق في مفاوضات السلام مع تزايد الدعوات المطالبة بإعلان دولة فلسطينية مستقلة من طرف واحد». ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى ودبلوماسيين أوروبيين قولهم إن «مفاوضين إسرائيليين وفلسطينيين شاركوا في المحادثات التي انتهت من دون إبراز أمل جديد يسمح باستئناف المفاوضات بين الطرفين في المستقبل القريب»، مؤكدين أن «الخلافات كانت كبيرة وواسعة، ما صعّب العودة بالمفاوضات إلى مسارها».
وكان ممثّلو اللجنة الرباعية للسلام قد وصلوا إلى إسرائيل يوم الخميس الماضي لعقد اجتماع منفصل مع ممثلين عن الإسرائيليين والفلسطينيين. وأكدت «هآرتس» أن ممثلي اللجنة الرباعية شعروا بالإحباط بعد المفاوضات التي أجروها مع الإسرائيليين والفلسطينيين، ما أدى إلى تأجيل الاجتماع المقرر للجنة الرباعية إلى منتصف نيسان المقبل.
في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الإسرائيلي أنه «عندما كان يتولى رئاسة الحكومة عام 1996، وافق على لقاء الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، لكنّ الأخير رفض ذلك وسخّن الجبهة بين الدولتين»، مشيراً إلى أن «نجله يواصل طريقه». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيريز قوله إنه وافق على لقاء حافظ الأسد «وجهاً لوجه»، لكنّ «رئيس سوريا رفض تعيين موعد للقاء»، مضيفاً أنه «في الشمال، لم يقم زعيم مثل (أنور) السادات في مصر أو (الملك) حسين في الأردن، والأسد جمّد الوضع وسخّن الجبهة، والأسد الابن يواصل طريقه».
وتابع بيريز أن «سوريا تمرر أسلحة إلى حزب الله في لبنان وحماس في غزة مثلما ثبت الآن بضبط السفينة فيكتوريا»، مضيفاً أن «لبنان سقط ضحية تردد سوريا واستضافة منظمة التحرير الفلسطينية التي حولت جنوب لبنان إلى ميدان صدامات مع إسرائيل، والآن يسيطر عليه حزب الله الموالي لإيران ويحرّض على تجديد الحرب». وقال إن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، «يريد تحويل لبنان والجليل إلى ميدان حرب».
ورأى بيريز أن «الشمال برئاسة سوريا يجب أن يقرر وجهته؛ باتجاه اليورانيوم المخصب الإيراني أو باتجاه الآيفونات التي في أيدي شبابه». وقال: «ليس لدينا مطالب من سوريا ولا من لبنان باستثناء السلام الحقيقي، ومن دون تهديدات ولا تحريض. وأنا أقول للرئيس السوري أن يختار طريقاً، وإذا اختار السلام، فإننا أهل للمحادثات».
من جهة أخرى، قال رئيس حركة «ميرتس»، عضو الكنيست، حاييم أورون، إن «وزير الدفاع إيهود باراك هو أخطر شخص في إسرائيل، وإن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان يقوم بخطوات تقود نحو الفاشية». ورأى في مقابلة مع «هآرتس» أن باراك «هو الشخص الأخطر في إسرائيل، وأنا لا أقول ذلك بسهولة: أنا لا أنام بهدوء عندما أعرف أن الشؤون الأمنية في دولة إسرائيل بأيدي باراك».
وفي ردّه على سؤال عن سبب اعتباره باراك «أخطر شخص في إسرائيل»، قال أورون «إنني لا أثق بشخصية منفصمة، وأرى صعوبة في تقبّل الواقع الذي يتّخذ فيه شخص في المجال المكشوف، الظاهر للعيان، سلسلة قرارات خاطئة وتلحق أضراراً كبيرة للغاية، وفجأة هو يدرس الأمور بطريقة أخرى في المجال الأمني الخفي عن العين ويتوصل إلى قرارات صحيحة، فقط لأنه السيد أمن».
وأضاف أورون، الذي يعتزم التنحّي عن عضوية الكنيست قريباً، أن «باراك ألحق الضرر الأكبر باليسار الإسرائيلي». كذلك انتقد ليبرمان قائلاً: «إنه يخيفني، وما أراه يخيفني، وما لا أراه يخيفني أكثر، فهو يقود خطوات موجهة نحو فاشية مخطط لها».
على صعيد آخر، يتوقع أن تزور القيادية في الحزب الجمهوري الأميركي، سارة بالين، إسرائيل، في الأيام المقبلة، للقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقادة اليمين الإسرائيلي، وزيارة الأماكن المقدسة.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن بالين المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس ستقوم «بزيارة خاصة» لإسرائيل تبدأ الأحد المقبل وتنتهي الثلاثاء، وتأتي زيارتها لإسرائيل وهي في طريقها إلى الهند والشرق الأقصى لإلقاء سلسلة محاضرات هناك. ووفقاً للصحيفة، فإن هدف زيارة بالين لإسرائيل هو التعرف إلى البلاد استعداداً لزيارة رسمية خلال الأشهر المقبلة.