عدن | تختلف عدن عن بقية محافظات اليمن حتى في ثورتها، فأينما ذكر اسم عدن تجد أسئلة تطرح عن هذا المدينة. الجميع في عموم اليمن ثائرون تحت مطلب واحد وهو إسقاط النظام. شعار نجح في أن يضم تحت رايته مختلف فئات الشعب، من شباب ومثقفين وقبائل وأحزاب، لكن في عدن ثمّة حلم إضافي يدغدغ مشاعر بعض أبنائها، وهو «فك الارتباط». هو مطلب مختلف، ومنه تأتي الانقسامات بين الشباب المعتصمين، حيث يصعب عليهم التوحد والاجتماع في مكان واحد مثلما يحدث في باقي المحافظات اليمنية، سواء في صنعاء، اب أو تعز. ويسهم اختلاف آراء الشباب والانقسامات في تشتيت جهودهم، إذ هناك الاعتصام في ساحة الشهداء في المنصورة، حيث التعددية الحزبيّة رغم الاختلاف في الآراء. وتضم المنصورة العديد من أبناء المحافظات الجنوبية الأخرى، ويتميز اعتصامها بعدم رفع العلم اليمني، أو علم الجنوب، وهذه تسوية حصلت بين جميع الأطراف المشاركين، الذين اتفقوا على رفع العلم الأسود للشهداء فقط.
ويقول شبيب جلال، وهو أحد المعتصمين في المنصورة، إن «عدم رفع أيّ علم هو إرضاء للأطراف المعتصمين هنا، وهو أيضاً أمر رأيناه حلاً مؤقتاً»، بعدما أكد ضرورة وجود الأحزاب ومشاركتها في الاعتصامات. وشدّد على أن مطالبهم واحدة كشباب، وهي إسقاط النظام وما يليه من تعديل للدستور، الذي يراه مفصّلاً على مقاس الرئيس علي عبد الله صالح.
أما العضو في اللجنة الإعلامية في الاعتصام، عمرو ناصر، فيقول «كوّنّا كياناً في هذه الساحة لاستقطاب الشباب المعتصمين والتوعية بين الشباب وحشد أكبر عدد من طلاب الجامعات»، قبل أن يؤكد أن «الثورة لن تنجح إلا بمساهمات الشباب». وتحدث عن قيام عدة لجان تنسيقية في الميدان لتوحيد صفوف المشاركين، وأيضاً للتنسيق بين الأطراف المعتصمين في أماكن أخرى ككريتر والمعلا وخور مكسر.
أما الاعتصام في ساحة البنوك بكريتر، فأقيم تحت شعار «لا حزبية ولا أحزاب»، ويشارك فيه طلاب الجامعات والحقوقيون والفنانون، ونجح في استقطاب نقابة الأطباء والصيادلة ونقابة المعلمين. ومن بين الفعاليات التي يشهدها، إقامة مسرحيات مختصرة للمطالبة برحيل صالح.
ويوضح عضو اللجان التنسيقية، محمد اللوزي، أن الشباب ألّفوا هنا لجنة أمنية وإعلامية في الساحة، مشيراً إلى أن ما يميز الاعتصام في ساحة البنوك هو رفع العلم اليمني بعيداً عن أي تحزب، على عكس ما يحدث في المنصورة. وأوضح أنه جرى التباحث مع المعتصمين في أماكن أخرى في محاولة للاعتصام في مكان واحد، رغم الصعوبات المتمثلة في كون عدن عبارة عن مديريات مفصولة بعضها عن بعض، ما يسمح لقوات الأمن بتفريقنا وقطع الطرق الواصلة بين المناطق.
ولفت اللوزي إلى أنه وضعت خطة تنسيق للقاءات بين المعتصمين في جميع المناطق، واستضافة فعاليات يقيمها الشباب، فيما أُلّفت لجنة طبية وخُصّصت إحدى الخيم لتقديم الخدمات الطبية، تحسباً لأيّ تطورات.
بدوره، أكد الطالب في كلية الاقتصاد، محمد المطري، أن «مهمتنا كشباب في ساحة البنوك أن نوحد بين الصفوف رغم الاختلافات والانقسام، وهذا ما بدأناه ونجحنا فيه جزئياً وما زلنا مستمرين». وأضاف «نجحنا في ضم مجموعة من الشباب في كريتر كانت معتصمة في منطقة أخرى، في الوقت الذي أسّسنا فيه لجنة خدمات لتوفير الاحتياجات للشباب».