يستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال اندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية جديدة غير عنيفة في أيلول المقبل، ومواجهة تظاهرات حاشدة في الضفة الغربية بتأثير الثورات والانتفاضات في العالم العربي. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن ضابط في فرقة الضفة الغربية العسكرية قوله إن «الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط أدت إلى إجراء تغيير كبير عندنا»، موضحاً أنه «يوجد سلوك متأثر بمفعول الدومينو وواقع كهذا قد نواجهه نحن».وقالت الصحيفة إن «قادة فرقة الضفة العسكرية في الجيش الإسرائيلي واعون منذ فترة طويلة للعامل المدني في أي تطور مستقبلي في الضفة، وقد أعدّوا قبل عام خطة شاملة لمواجهة تظاهرات مدنية حاشدة وغير عنيفة. وفي الفترة الأخيرة، جرى إدخال تعديلات على الخطة العسكرية في أعقاب الثورتين التونسية والمصرية».
ويقول ضباط إسرائيليون إنه في حال تنظيم تظاهرات كبيرة بمشاركة آلاف المدنيين، فإن الجيش لن يحاول منعها إلا إذا حاولت الدخول إلى مستوطنات، معتبرين أن «حدثاً كهذا سيكون عنيفاً. وفي وضع كهذا، سنتصرف مثل جيش مع ضبط النفس وهذا يشمل تحمل مخاطر».
ووسط هذه الاستعدادات، أشارت الصحيفة إلى أنه «لا يوجد رد فعل لدى الجيش في حال اندلاع انتفاضة شعبية في السلطة الفلسطينية». وقال ضابط إسرائيلي للصحيفة إنه «ليس لدينا ما نفعله في حال حدوث هنا شيء مشابه لما حدث في تونس». لكن تقديرات الجيش تشير أيضاً إلى أن احتمال اندلاع انتفاضة غير عنيفة ضئيلة.
من جهته، رجح محلل الشؤون الأمنية ـــــ السياسية في «هآرتس»، أمير أورن، أن انتفاضة فلسطينية قد تندلع في شهر أيلول المقبل بالتزامن مع طرح المبادرة الفلسطينية للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود عام 1967 على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ورأى أن إسرائيل ستواجه صعوبة في تبرير حصول مواجهات بين قوات الجيش والمتظاهرين الفلسطينيين المطالبين بالاعتراف بدولتهم، وخصوصاً في حال سقوط قتلى بين الفلسطينيين.
وسط هذا القلق، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تجنيد دعم دولي، لضمان استمرار وجود عسكري إسرائيلي في غور الأردن بعد قيام دولة فلسطينية. وقالت «هآرتس» إن نتنياهو يعتزم التوجه إلى زعماء دول مركزية في العالم بهدف الحصول على تأييدهم لإبقاء احتلال غور الأردن، في إطار اتفاق سلام مستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأعلن نتنياهو، خلال لقاءاته بعدد من المسؤولين الأوروبيين، «لا أقول كيف سيكون شكل الوجود الإسرائيلي في غور الأردن، فهذا يجب تحديده بواسطة المفاوضات، لكننا ملزمون بالتوصل إلى وضع لا تكون فيه المنطقة مخترقة لتهريب أسلحة من طهران وحتى بيتاح تيكفا»، في إشارة إلى المدينة الواقعة في وسط إسرائيل والقريبة من الضفة الغربية.
(يو بي آي، الأخبار، رويترز)