شهدت العاصمة العراقية بغداد، وعاصمة إقليم كردستان أربيل، مباحثات بين وكيل وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلنكن ومسؤولين عراقيين، لم تحمل أي جديد على مستوى التصريحات، سوى تأكيد الدبلوماسي الأميركي دعم بلاده للعراق في مواجهة الإرهاب، وذلك بينما حذّر مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، من فكرة تقسيم بلاد الرافدين، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى إيجاد تصدّع لا يمكن السيطرة عليه في المنطقة.
يأتي ذلك فيما ضربت مقاتلات من على متن حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول"، أمس، تنظيم "داعش"، للمرة الأولى، منذ وصولها إلى شرق المتوسط، مستهدفة الرمادي والموصل، إسناداً للقوات المحلية على الأرض، وفق ما أعلن رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الجنرال بيار دو فيلييه.
وفي كلمة ألقاها في مؤتمر السياسة العالمية في مدينة مونترو السويسرية، قال عبداللهيان إن "إيران استخدمت كل طاقاتها لمنع حدوث هذا الأمر". وأضاف أن "طهران ترى أن لا حلّ عسكرياً لأزمات المنطقة، ولا سبيل سوى الحل السياسي لتسوية التحديات والأزمات الناجمة عن الأفكار التكفيرية".
في غضون ذلك، بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووكيل وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلنكن، أول من أمس في بغداد، الحرب ضد تنظيم "داعش"، وتفعيل الجهد الجوي والتدريبي للقوات المسلحة، فيما التقى بلنكن، أمس أيضاً، رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان، أن "الطرفين بحثا الدعم الكامل للإدارة الأميركية للعراق في حربه لتحرير أراضيه وإعادة استقرار المناطق المحررة". وأوضح البيان أن "الجانبين تطرقا إلى زيادة وتفعيل الجهد الجوي والتدريبي للقوات المسلّحة والدعم الكامل للإصلاحات في جميع القطاعات، ومنها المجالات الاقتصادية والمالية والإدارية والخدمات".
كذلك، ذكر بيان صادر عن رئاسة إقليم كردستان أن البرزاني بحث مع بلنكن التطورات الميدانية في الحرب ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا. وأضاف البيان أن بلنكن هنّأ، خلال لقائه البرزاني في أربيل، بـ"انتصارات قوات البشمركة في تحرير قضاء سنجار من قبضة داعش"، مضيفاً أن بلاده "ستستمر في دعم قوات البشمركة والسعي إلى تعزيز قدراتها".
من جهته، ثمّن البرزاني "دعم دول التحالف، لا سيما الولايات المتحدة، ودورها الفاعل والمساند لانتصارات قوات البشمركة". وأكد أن "داعش عدوّ للجميع، ومن أولويات الإقليم القضاء على التنظيم"، داعياً "دول التحالف المشاركة في الحرب على داعش إلى العمل بجدية أكبر". وأوضح البيان أن "الجانبين بحثا أيضاً السبل الكفيلة بحل الأزمة السياسية في سوريا ودحر الإرهاب في المنطقة، إضافة إلى مسعى حكومة الإقليم لإعادة إعمار قضاء سنجار المحرر حديثاً".
في سياق آخر، بحث حيدر العبادي مع نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، الاستعدادات لتحرير بقية الأراضي التي احتلها "داعش" وموازنة "الحشد الشعبي" وتسليحه. وذكر بيان حكومي أنه تمّ التأكيد على دعم "الحشد الشعبي"، باعتباره إحدى الهيئات التابعة لرئاسة الوزراء تحت قيادة القائد العام للقوات المسلّحة حيدر العبادي". كذلك أشار البيان إلى أنه "تمّ تثمين التضحيات التي يقدمها مع بقية تشكيلات القوات المسلّحة، وأهمية إدامة زخم الانتصارات المتحققة في عدد من القطعات والتنسيق والتعاون بين مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية لتحرير كل بقعة مغتصبة من أرض العراق".
وبحسب بيان آخر، فقد التقى العبادي عدداً من النواب والشخصيات السياسية التركمانية. وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع التي شهدتها طوزخورماتو، وأهمية حل الخلافات بالدستور والطرق القانونية والحفاظ على الوحدة الوطنية، وتوحيد الكلمة وتضافر الجهود لتوجيه البنادق إلى عصابات "داعش".
في هذه الأثناء، أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي أن وفد لجنته، الذي زار موسكو أخيراً، نجح في إقناع روسيا بتزويد العراق بأسلحة ومعدات خارج السياقات الروسية وبالآجل، فيما كشف عن أن سبب عدم دخول طائرات "مي 28" العراق منذ ثلاثة أشهر، يعود إلى عدم سماح تركيا بمرورها. ولفت الانتباه إلى أن "هذا ليس مبرراً، ويمكن استبدال الأجواء التركية بالإيرانية مثلاً".
وقال الزاملي "التقينا بشخصيات فاعلة ومؤثرة، منها ممثل الرئيس الروسي في الشرق الأوسط وشخصيات سياسية وعسكرية، وعلى ضوء الزيارة تمّ السماح للقوات الروسية بتزويد العراق بأسلحة ومعدات خارج السياقات، وأبدوا استعدادهم للتعاقد مع العراق بالآجل".
ميدانياً، أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار بأن القوات الأمنية تمكنت من تحرير آخر أحياء منطقة الخمسة كيلو، غربي الرمادي. وقال إن "العملية أدّت إلى مقتل 39 عنصراً من تنظيم داعش"، فضلاً عن "العثور على أكداس كبيرة من الأسلحة والأعتدة والعجلات المفخخة تابعة للتنظيم".
وفي سياق متصل، أكد قائد عمليات نينوى نجم الجبوري أن تنظيم داعش انهار بعد تحرير سنجار، فيما لفت إلى أن معركة الموصل لن تكون تقليدية، خصوصاً بعد اختراق التنظيم من الداخل. وقال الجبوري إن هناك "انهياراً كبيراً في صفوف داعش المحليين داخل الموصل، بعد الخسارة التي تكبّدها التنظيم في سنجار".
وطمأن الجبوري أهالي الموصل إلى أن "معركة تحرير الموصل لن تكون تقليدية، كما حدث في سنجار أو بيجي، بل ستكون محسومة بإذن الله، وهدفنا هو تخليص أهلنا وتحريرهم من هؤلاء القتلة، وقد وضعنا كل شي في حساباتنا".
(الأخبار)