تسعى كلّ من السعودية وسلطنة عمان إلى تعبئة دول الخليج وراء الخطاب المصري الرسمي في وضع الثورة المصرية في خانة «المؤامرة» الأجنبيهدأت ردود الفعل الدولية نسبياً إزاء تطوّرات «ثورة النيل»، من دون أن يمنع ذلك «أعداء الثورة» من بين الدول الإقليمية والخليجية، السعودية خصوصاً، من تكثيف مساعيها لإنقاذ نظام حسني مبارك. وجددت الرياض، أمس، الإعراب عن أملها بأن «تُحلّ الأمور التي تحدث في مصر بالطرق السلمية». وقال وزير الإعلام عبد العزيز خوجة، في بيان أعقب الجلسة الأسبوعية للحكومة، إن المجلس «عبّر عن أمله بأن تحلّ الأمور في مصر بالطرق السلمية، بما يحفظ استقرار مصر وأمنها، ولا يؤثر سلباً على اقتصادها، لمواصلة القيام بدورها التاريخي في الوطن العربي والإسلامي وعلى الساحة الدولية».
موقف انضمّت إليه سلطنة عمان، التي نشطت منذ بدء الأزمة من خلال مبعوثها لدى مبارك، مستشار السلطان قابوس، عمر الزواوي، بهدف دعم النظام المصري. وأمس، زار وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الرياض ليلتقي نظيره السعودي سعود الفيصل، وليرفض الوزيران «التدخل في شؤون مصر الداخلية»، مشددين على «التمسك بالشرعية الدستورية في مصر». ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» عن الفيصل وبن علوي تأكيدهما أن محادثاتهما تناولت «تنسيق الموقف الخليجي تجاه التطورات على الساحة المصرية، وتأكيد رفض دول مجلس التعاون الخليجي لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية المصرية، وبالتالي رفض محاولة جهات إقليمية ودولية استغلال الوضع القائم لخدمة أهدافها الخاصة». كذلك شددا على «التمسك بالشرعية الدستورية المصرية في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه البلاد».
في المقابل، طالب الداعية السعودي أحمد بن سعد الغامدي «علماء الأمة الإسلامية والسعودية» بـ«دعم الثوّار» في كل من مصر وتونس وشدّ أزرهم.
وقال الغامدي، إنّ «حيف هؤلاء الحكام الطغاة المستعبدين لعباد الله، المضيّعين لحدوده، الموالين لأعدائه، المستبدّين بالسلطة والثروة، بلغ كل مبلغ، حتى رقّ لحالنا كل ضمير حي في العالم، فماذا أنتم فاعلون؟».
وفي أحدث المواقف الغربية، رأى الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أنّ عدم الاستقرار في العالم العربي «لا يمثّل تهديداً عسكرياً للحلف، لكنّه قد يؤثّر على عملية السلام في الشرق الأوسط، ويزيد الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا».
وشدد على أن «تطور الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد يؤثر على عملية السلام، ويمكن عدم الاستقرار أن يؤثر سلباً على المدى الطويل على اقتصاد هذه المنطقة، ما يؤدي إلى ازدياد وتيرة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)