القاهرة | امتناع مصر عن توقيع البروتوكول الإضافي لاتفاقية الحد من انتشارالاسلحة النووية لا ينبع من التستر على أي أنشطة غير مشروعة، بل من تشدد الوكالة في إجراءاتها بحق الدول الملتزمة البروتوكول، فيما تعجز عن القيام بالأمر نفسه مع إسرائيل، يشرح أبو شادي لـ"الأخبار"، مشيراً إلى أن الوقود المخصب، المحتوي على البلوتونيوم الناتج من توليد الطاقة الكهربائية، سيرسَل إلى روسيا عبر شركة "روسأتوم" المنفذة لمشروع الضبعة النووي.
يقول أبو شادي إنه سيكون من حق الوكالة الدولية للطاقة الذرية اتباع الإجراءات التفتيشية المعتادة على المنشآت النووية، بزيارة دورية كل 3 أشهر، إضافة إلى كاميرات المراقبة التي ترصد النشاطات داخل المنشآت النووية.
استُبعدت الشركات الأميركية بسبب الجانب السياسي في أنشطتها

وأكد أبو شادي أن تشييد المفاعل النووي يجري بأحدث التقنيات التي وصل إليها العلم في مجال الطاقة النووية، وأن عدد المفاعلات التي تعمل بتقنية ضغط المياه الخفيفة لتوليد الطاقة الكهربائية يتجاوز 40 مفاعلا حول العالم، ويُعدّ المفاعل المصري المقرر تنفيذه من أكثرها أمنا وسلامة، حيث استجابت الشركة الروسية، في اتفاقها مع الحكومة المصرية، لوضع خطة للتأكد من ذلك.
وأشار أبو شادي إلى أن شركة "روسأتوم" تنفّذ 30 مفاعلا بالمواصفات نفسها في 11 دولة حول العالم، ما يبدد أي مخاوف من ضعف إجراءات السلامة، وخاصة أن الجيل الثالث من المفاعلات النووية هو الأكثر تطوراً وأمناً، ولا يمكن مقارنته بأي من المفاعلات النووية التي تعرضت لمشاكل من قبل.
وحول وجود منافسة بين أكثر من شركة عالمية للفوز بالمشروع المصري، قال كبير المفتشين السابق إن الشركة الروسية كانت الخيار الأفضل للجانب المصري؛ فرغم وجود عرض من كوريا الجنوبية، إلا أن المخاوف من استيراد جزء من الخامات من الولايات المتحدة رجّح كفة الشركة الروسية، مشيراً إلي أن استبعاد الشركات الصينية كان بسبب حداثتها في هذه المجال، وأن استبعاد الشركات الأميركية جاء بسبب الجانب السياسي في أنشطتها.
وتوقع أبو شادي أن نسبة الـ20% من المصريين من مجمل عدد العمال، التي جرى الاتفاق على إشراكها بالتنفيذ، ستكون في العمليات الإنشائية في بداية المشروع، لافتا إلى أن العمال الكوادر الموجودين في المؤسسات النووية المختلفة سيكونون بحاجة لأن يبدأوا عملهم كمراقبين في البداية، وذلك لمعرفة آليات وأنظمة التشغيل التي يعتمدها الجانب الروسي، قبل أن يكون لهم دور أكبر في المراحل المتقدمة، بعد إعادة تأهيلهم وتدريبهم.
ستُغطى تكاليف الإنشاءات على نحو كامل خلال فترة وجيزة


ونفى أبو شادي أن يكون توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية للكهرباء أقل تكلفة من الطاقة النووية، في ظل اتجاه بعض الدول لإغلاق مفاعلاتها النووية، مشيراً إلى أن الطاقة الكهربائية الناتجة من المفاعلات النووية هي أقل تكلفة بكثير من غيرها، وأنها تضمن ضخ طاقتها الإنتاجية دون التأثر بأي عوامل خارجية.
وأشار أبو شادي إلى أن التكلفة المرتفعة للمشروع ستكون فقط في المباني الإنشائية، ليتم توفير مليارات الدولارات بعدها، تقوم بتغطية تكاليف الإنشاءات بشكل كامل خلال فترة وجيزة، موضحاً أن الجدول الزمني المحدد للمشروع يمكّن "روسأتوم" من تنفيذ المفاعلات الأربعة بمواعيدها، بما يشمل تدريب العلماء ضمن الإطار الزمني لمخطط التنفيذ.
وأكد أبو شادي أن توقيت التوقيع مع روسيا يحمل بعداً سياسياً هاماً، يؤكد متانة العلاقات المصرية ــ الروسية، ويفتح آفاقاً جديدة لمجالات تعاون على مدى سنوات طويلة، مشيراً إلي أن الحكومة المصرية في حاجة ماسة إلى الصناعات النووية، والتوسع في المراكز والأنشطة البحثية النووية خلال الفترة المقبلة، لخلق جيل من العلماء لديه القدرة على إدارة هذه المشروعات الضخمة، التي تأخر تنفيذها لأكثر من 5 عقود.