عقدت لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي، صباح أمس اجتماعاً، شارك فيه الرئيس الجديد لشعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، اللواء أفيف كوخافي، الذي قدم أول تقرير أمني للجنة، وتحدّث فيه عن الأوضاع والتهديدات في لبنان وسوريا وإيران وغزة. في بداية الاجتماع، هنأ رئيس اللجنة، عضو الكنيست شاؤول موفاز، أفيف كوخافي على توليه منصبه الجديد، مطمئناً إلى أن لديه شعوراً بأن «منظومة الاستخبارات الخاصة بالجيش الإسرائيلي في أيد أمينة». أما اللواء كوخافي، فقد تطرق إلى خطر التهديد النووي الإيراني، بما أن «نظام الملالي يحافظ على استقراره وأسس قوته رغم العقوبات المفروضة عليه، وهي التي لا تضر بالمشروع النووي ولا بتعاظم دور إيران». ورأى أن العقوبات تمس بالثقل الاقتصادي المدني الإيراني، وذلك من خلال إلغاء الصفقات التجارية مع الغرب، وخفض كميات النفط على نحو كبير. وأضاف أنه «على الرغم من العقوبات المفروضة على طهران، لا تأثير على البرنامج النووي الإيراني. لقد راكمت الجمهورية الإسلامية حتى اليوم 3.2 أطنان من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة، و40 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة». وبحسب كوخافي، فإن السؤال «ليس متى يكون لدى إيران قنبلة (ذرية)، بل هو متى سيقرّر قادة إيران تسريع أجهزة الطرد المركزي إلى نسبة 90 في المئة»، في إشارة إلى اعتقاد كوخافي بأنه إذا أصدرت القيادة الإيرانية تعليماتها، فإنه بناءً على الخبرة والتكنولوجيا الموجودة لديهم، وكميات اليورانيوم التي راكموها، باستطاعة طهران الحصول على سلاح نووي في غضون سنة أو سنتين. كلام يتعارض مع ما قاله الرئيس الأسبق لجهاز «الموساد» مئير دغان (الصورة)، الواثق بأن إيران «لن تحصل على قنبلة نووية قبل عام 2015».
ولفت كوخافي إلى أن قرار الرئيس محمود أحمدي نجاد الدخول في سباق لإنهاء المشروع النووي لبلاده، معناه كسر اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي، وهذا ما لا يريد الإيرانيون المخاطرة به أمام المجتمع الدولي. وأوضح أنه يمكن القول اليوم إنه «لاعتبارات عديدة، فإن إيران لا تنوي في عام 2011 التقدم إلى الأمام وكسر الأدوات لعدة أسباب، من بينها عدم استقرار النظام في إيران».
كذلك تطرق كوخافي للشأن السوري، فرأى أن دمشق تواصل تعميق علاقاتها مع دول «محور الشر»، مؤكداً أنها تواجه مسارات داخلية من أسلمة الدولة، «وهذا الأمر يثير عدم استقرار السلطة». ولفت الانتباه إلى مدى تأثير العقوبات الاقتصادية على سوريا، وخصوصاً على صعيد تراجع كميات النفط التي تنتجها.
وعن الرئيس بشار الأسد، أشار كوخافي إلى أنه بعد مرور عشر سنوات على توليه السلطة، فإنه يحافظ على علاقات مع «محور الشر»، وفي الوقت نفسه يفتح علاقات مع أوروبا من دون أن يدفع أي ثمن. وجزم كوخافي بأن سوريا «تواصل نقل السلاح إلى حزب الله وحركة حماس»، بعدما «تخلت عن فكرة الجيش التقليدي بدليل عملها على تطوير منظومات صاروخية محلية الصنع».
وفي ما يتعلق بالعملية السياسية بين الدولة العبرية وسوريا، أوضح رئيس «أمان» أن الأسد «يدرك أن المفاوضات مع تل أبيب هي مصلحة له لإعادة الجولان ورفع التهديد العسكري الإسرائيلي والتقرب من الولايات المتحدة»، لكنه حذّر من أن الوقت يعمل لمصلحة الأسد، لذلك هو غير مستعجل في تسريع عملية المفاوضات.
وفي حديثه عن الوضع الداخلي الفلسطيني، وضع القطيعة بين حركتي «فتح» و«حماس» في خانة مصلحة الحركة الإسلامية، مطمئناً في الوقت نفسه إلى أن «حماس لا تزال مردوعة من إسرائيل»، ومنبهاً من أن «قوة حماس تتعاظم وتكثف داخل سيناء، حيث تكمن هناك معظم نشاطاتها».
وعن تعاون حركة «فتح» مع دولة الاحتلال، اعترف كوخافي بأن تنظيم محمود عباس ينفذ كل ليلة اعتقالات بحق عناصر من «حماس». وبتقديره، فإنه رغم أن الولايات المتحدة عارضت توجه الفلسطينيين إلى مجلس الأمن لإعلان دولتهم المستقلة إعلاناً أحادي الجانب، فإن السلطة لن تمتنع عن التوجه إلى المنظمة الدولية لتحقيق هذا الهدف. كذلك فإنّه طمأن إلى أن مقدار الثقة لدى الرئيس عباس «ترتفع في الآونة الأخيرة، ذلك لأن حدود عام 1967 واضحة له وللعالم، ومن هذه النقطة يشترطون البدء بالمفاوضات».