في خطوة تهدف إلى تهيئة الأجواء أمام بحث القضايا العالقة بين شريكي الحكم في السودان بهدوء، حثّ زعيم جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، أمس، سكان منطقة أبيي المتنازع عليها على عدم إعلان انضمامهم إلى الجنوب أحادياً، والتحلّي بالصبر حتى إيجاد حل سلمي لأزمة هذه المنطقة الحدودية. وقال ميارديت، خلال مخاطبته نواب برلمان الجنوب، «أدعو شعب أبيي إلى عدم اتخاذ قرار أحادي بالانضمام إلى الجنوب وإعطائي فرصة لإيجاد حل سلمي مع شقيقي الرئيس عمر البشير»، وذلك بعدما أُجّل الاستفتاء الذي كان يفترض أن يجري في المنطقة لتحديد خيارها بين البقاء ضمن السودان الموحّد أو الانضمام إلى الجنوب بالتزامن مع استفتاء الجنوب، نتيجة خلاف الشريكين على هوية سكان المنطقة الذين يحقّ لهم المشاركة في الاستفتاء. وبعد مواجهات بين قبيلتي الدينكا نقوك والمسيرية، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 37 شخصاً منذ بداية الشهر، شدد ميارديت على أنه «ريثما تصدر النتائج النهائية، يجب علينا أن نعمل على تحقيق مهمتين أساسيتين هما دستور انتقالي وإعداد حكومة جنوب السودان لفترة ما بعد اتفاق السلام».
وفضلاً عن قضية أبيي، يجب على الشمال والجنوب رسم حدودهما والتوصل إلى اتفاق على تقاسم الثروات النفطية والمواطنة والأمن واحترام المعاهدات الدولية.
وفي السياق، بحث القيادي في الحركة الشعبية، لوكا دينق، مع ممثلين عن صندوق النقد الدولي، قضايا الجهاز المصرفي في السودان ما بعد الاستفتاء، وخصوصاً موضوع العملة وديون السودان الخارجية والتحديات التي تواجه طرفي الاتفاقية والمتطلبات اللازمة لتمكين اللجنة الفنية المكلفة ببحث معالجة ديون السودان الخارجية.
وكشف دينق لصحيفة «الصحافة» السودانية عن تقدم حزب المؤتمر الوطني بطلب لتمديد الفترة الانتقالية، التي يفترض أن تنتهي في التاسع من تموز وفقاً لما نصّ عليه اتفاق نيفاشا، لترتيب الحزب الحاكم أمور الحكم في الشمال وللتركيز على بناء العلاقات بين الشمال والجنوب.
من جهةٍ ثانية، أعلن مسؤولون في عاصمة جنوب السودان، جوبا، أنه اختير اسم «جمهورية جنوب السودان» لإطلاقه على الدولة الوليدة. وقال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان، العضو في لجنة التسيير التي تطرح اسم الدولة، بنيامين ماريال، إن الغالبية مع اسم جنوب السودان، مؤكداً أن «هذا الاسم هو الأسهل في الوقت الحاضر»، ومشيراً إلى أن العديد من الوزارات والوكالات تستخدم بالفعل هذا الاسم، «ما يسهّل انتقال الحكومة».
(الأخبار، أ ف ب)