نقلت مصادر قريبة من وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن موسكو «تبدي اهتماماً لافتاً بالموقف الفرنسي المستجدّ» من الأزمة السورية، بعد الاعتداءات التي تعرضت لها باريس في 13 الشهر الجاري. وقالت المصادر لـ «الأخبار» إن المواقف الأخيرة لإدارة الرئيس فرنسوا هولاند «قد تكون تحت تأثير الصدمة العاطفية ولاعتبارات داخلية وانتخابية فرنسية، إلا أن هناك وجهة نظر ترى أن الموقف قد يتطور، خصوصاً أن الفرنسيين هم من بادروا الى الاتصال بموسكو، وعلى أعلى المستويات، بعد 11 أيلول الفرنسي، للبحث في التنسيق العسكري ضد تنظيم داعش الارهابي».
وأوضحت المصادر أن وجهة النظر الروسية هذه ترى أن «تطور التنسيق العسكري الى ردم للفجوة بين المواقف السياسية للبلدين من الأزمة السورية، قد يقود الى ردم الهوّة بين التحالفين اللذين تقودهما موسكو وواشنطن، وتقريب وجهات النظر المتباعدة من هذه الأزمة بما يسهّل مسارات الحل السياسي». ولفتت الى أن التباين الذي برز في مؤتمر فيينا بين الموقفين الروسي والسعودي «لا يزال على حاله»، فيما «يمتنع المسؤولون الروس عن مقاربة الموقف التركي في مؤشر سلبي أكثر منه ايجابياً»، ويطرحون «تساؤلات عمّا يريده حلفاؤنا الأكراد»! وأكّدت المصادر أنها لمست من «المواقف غير الرسمية ارتياحاً الى دور حزب الله في سوريا».
وأنهى باسيل أمس زيارته التي استمرت يومين لموسكو، والتقى خلالها نظيره الروسي سيرغي لافروف وعدداً من المسؤولين الروس، وأكد «تطابق وجهات النظر بين البلدين»، مشيداً بـ «ايجابية الدور الروسي الذي يحقق التوازن على الساحة الدولية». وشدّد على ضرورة «تحالف التحالفين ضد الارهاب»، آملاً «ان يؤسس التعاون الروسي الفرنسي جبهة دولية كاملة دولية لمحاربة الارهاب». وقال: «طلبنا من أصدقائنا الروس مساعدتنا كي يكون موضوع النزوح بنداً أساسياً على طاولة فيينا وبندا أساسيا في الحل للازمة السورية، وأن تسبق هذه العودة أي حل سياسي شرط توافر الأمان والعودة الكريمة لهؤلاء».