أعلنت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان يُعدّ اتفاق سلام مؤقتاً لقيام دولة فلسطينية على نحو 50 في المئة من أراضي الضفة الغربية. ونقلت عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية وصفه الاقتراح بأنه «ضربة استباقية» قبل أي اعتراف دولي أوسع نطاقاً بالدولة الفلسطينية. وقال «بهذا الشكل ستبدو إسرائيل مهتمة بتقدم سياسي وليست رافضة للسلام». وتابع إنه «بعد قيام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، سيكون بالإمكان استئناف المفاوضات السياسية والتوصل إلى اتفاقات يجري خلالها تسليم مناطق أخرى للدولة الفلسطينية». وأشار تقرير الصحيفة إلى أن خطة ليبرمان تشمل شبكة من الطرق تقطع المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل لربط البلدات الفلسطينية، موضحة أن الخطة «لا تدعو إلى إزالة أي مستوطنات إسرائيلية».
ورفض كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، خطة ليبرمان، قائلاً إن «هذه أفكار لا تستحق الرد». وحث نتنياهو وليبرمان، خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، على «أن يكونا أول من يعترف بالدولة الفلسطينية طبقاً لحدود 1967، مع اعتبار القدس عاصمتها لتعيش في سلام وأمن مع دولة إسرائيل».
كذلك قال عريقات لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني إن «إسرائيل تدور حول نفسها، والدولة الفلسطينية ستأتي». وأضاف «لا أعتقد أن ليبرمان مهتم بالتوصل إلى اتفاق لأن التسوية الجزئية ليست حلاً، ودولة فلسطين لن تمتد على نصف مساحة الضفة الغربية فقط».
في هذا الوقت، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية، ميشيل إليو ماري، بعد محادثات مع الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان، حيث تختتم جولتها الشرق أوسطية، أن للأردن تحليلات «قريبة جداً» من فرنسا في ما يتعلق بعملية السلام.
وكانت إليو ماري قد التقت الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان، وقالت إن تحقيق السلام «لا بد منه»، محذرة من أن «ما هو ممكن اليوم قد يكون مستحيلاً في الأشهر المقبلة». ووعدت بتنظيم مؤتمر مانحين ثان في باريس للفلسطينيين إذا ما استؤنفت مفاوضات السلام. وقالت إن «فرنسا حريصة على مبادئ ثلاثة هي: إقامة الدولة الفلسطينية، ضمان أمن إسرائيل وأن تكون القدس عاصمة لدولتين مع حرية الوصول الى الأماكن المقدسة لكل المؤمنين».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن عباس أكد «أن القيادة الفلسطينية جاهزة للعودة إلى طاولة المفاوضات إذا ما توضّحت لها مرجعيتها التي تعتمد على أساس حدود عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية، وتحديد البعد الأمني لوجود طرف ثالث يحمي هذه الدولة بعد قيامها».
وفي السياق، حذر عباس، الذي يجري مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أمس، من «انتفاضة جديدة» إذا فشلت المفاوضات مع إسرائيل، مستبعداً إعلان دولة فلسطينية من طرف واحد حالياً. وأكد في مقابلة مع قناة «الجزيرة» الفضائية أنه «في حالة اعتراف الولايات المتحدة بحدود الدولة الفلسطينية عام 1967، ستعود السلطة الفلسطينية الى المفاوضات».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)