القاهرة ــ الأخبارقفز اسم «جيش الإسلام» فجأةً من غزة إلى القاهرة ليكون محور الاهتمام، بعدما اتهمه وزير الداخلية المصري حبيب العادلي بأنه وراء تفجيرات كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة عيد الميلاد، التي راح ضحيتها أكثر من ١٢٣ بين قتيل وجريح.
التنظيم الفلسطيني بحسب العادلي يعمل ضمن تنظيم «القاعدة». وتقول روايات أمنية إنه جرى تجنيد عناصر مصرية تعاونت مع أخرى فلسطينية، ونفّذت التفجير بعد استخدام الأنفاق السرية في غزة.
مصريان وفلسطيني هم منفذو العملية التي نفى تنظيم «جيش الإسلام» في غزة علاقته بها في بيان له. وأكد المتحدث باسم التنظيم عدم وجود صلة بين جماعته وبين التفجير، لكنه أشاد بالتفجير وبمنفّذيه.
وزير الداخلية أطلع الرئيس حسني مبارك على النتيجة التي توصلت إليها أجهزته خلال اجتماع المجلس الأعلى للشرطة، وقبل قليل من إعلان اتهام التنظيم الفلسطيني، أكد العادلي أنّ لدى أجهزة الأمن «دليلاً قوياً» على أن «جيش الإسلام» هو منفّذ العملية.
أجهزة الأمن المصرية اتهمت التنظيم نفسه من قبل بتدبير تفجيرات الحسين في شباط من العام الماضي، وكان ذلك الإعلان الأول عن وجود لتنظيم «القاعدة» في مصر، ما أثار تساؤلات وجدل عن حقيقة الاتهام.
التنظيم مجهول في القاهرة، لكنه معروف على مستوى الصراعات الداخلية بين التنظيمات الفلسطينية، حيث أعلن «جيش الإسلام» تكفير «حماس» خلال حربها مع «فتح» أوائل عام ٢٠٠٧، وظل رغم ذلك محدود الشهرة نظراً إلى انحساره داخل حيّ الصبرة في غزة، إلى أن قام بعملية اختطاف مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، الاسكتلندي آلان جونستون في غزة في ١٢ آذار من العام نفسه.
«حماس» أعلنت استعدادها للتعاون من أجل كشف الحقائق، وطالبت السلطات المصرية بالتعاون مع حكومتها لكشف ملابسات الاعتداء على الكنيسة القبطية في الاسكندرية، متهمةًَ في الوقت نفسه «الموساد» الإسرائيلي بالمسؤولية عن هذا الاعتداء. وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم: «نحن نتمتع بعلاقة طيبة مع المسيحيين عرباً وفلسطينيين، ولن نسمح بالمساس بها من أيّ طرف».
كذلك أعلن المتحدث باسم الحكومة المقالة في القطاع، طاهر النونو، أن «علاقتنا ستظل متينة وسيظل الأمن القومي المصري والعربي إحدى أولوياتنا في الحكومة».
وفي سياق آخر، طالبت مراكز حقوقية وشخصيات سياسية مصرية السلطات الأمنية بسرعة إعلان أسماء وتفاصيل تنفيذ التفجير الذي هز مصر في رأس السنة، والذي أحدث شرخاً في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.
وقد ثارت تساؤلات بشأن طريقة إعلان الاتهام بطريقة احتفالية، إلى جانب إلقاء التهمة على تنظيم من خارج البلاد، وعدم تحويل القضية إلى التحقيق القضائي رغم اكتشافها من فترة، على حدّ تعبير مصادر في وزارة الداخلية المصرية.