تواصل أمس مسلسل العنف الذي يضرب العراق منذ أيام، بعد وقوع انفجارين انتحاريين استهدفا زواراً شيعة في ضواحي مدينة كربلاء، ما أدى إلى مقتل 50 شخصاً على الأقل وجرح 150 آخرين. وأوضح رئيس مجلس محافظة كربلاء، محمد حميد الموسوي، أن الهجوم الأول وقع الساعة الثالثة في منطقة عون (10 كيلومترات شمالي كربلاء)، فيما وقع الثاني بعد عشرين دقيقة على مسافة 15 كيلومتراً جنوبي كربلاء التي تؤمّها في هذه الأيام المواكب الشيعية لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين.

وتأتي هذه الهجمات بعد شهر على تأليف حكومة وحدة وطنية لا تزال حقائبها الأمنية موضع خلافات مستعصية بين الأطراف السياسية الرئيسية المشاركة في العملية السياسية. كذلك تظهر جلية الصعوبات التي تواجهها القوى الأمنية في السيطرة على الأوضاع، قبل أقل من عام على انسحاب نهائي متوقع للقوات الأميركية من البلاد.
في هذه الأثناء، باشر قائد شرطة محافظة صلاح الدين الجديد، عبد الكريم الخزرجي، مهماته أمس، بعد إقالة القائد السابق اللواء حمد نامس على خلفية الهجوم الانتحاري الذي استهدف مركزاً للمتطوعين في سلك الشرطة بتكريت قبل يومين.
ووصف عضو مجلس محافظة صلاح الدين عبد الله جبارة قرار رئيس الوزراء نوري المالكي إقالة قائد شرطة المحافظة بالمتسرّع. وقال للصحافيين إن «الحكومة المركزية استغلت تفجير الثلاثاء لاجتثاث اللواء نامس المشمول بقرارات هيئة المساءلة والعدالة (هيئة اجتثاث البعث سابقاً)».
من جهةٍ ثانية، توقع المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون نغروبونتى أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من العراق كما هو مقرر بموجب الاتفاق مع العراق بحلول نهاية العام الجاري.
ورفض نغروبونتي، الذي عمل أيضاً سفيراً في العراق بعد الغزو، في محاضرة ألقاها أمام المجلس المصري للشؤون الخارجية، «توقعات البعض إمكان إبقاء قوة صغيرة في العراق للحفاظ على الدعم الاستخباري واللوجستي للقوات العراقية» التي ساعدت واشنطن فى تأسيسها على مدى سبع سنوات. وأعرب عن اعتقاده بأن «الولايات المتحدة لن تُبقي على مثل هذه القوة الصغيرة، لأنها لن تكون ضرورية، ولعدم وجود رغبة سياسية في ذلك».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)