خاص بالموقع- قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» اليوم إن مسؤولين رفيعي المستوى في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتهمون رئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد بتسريب معلومات عن تحقيقات أجراها جهاز الأمن العام «الشاباك» مع مسؤولين في المكتب إلى جريدة «الجريدة» الكويتية.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين في مكتب نتنياهو قولهم إن التسريبات لم تأت في توقيت عفوي، بل قبل أيام معدودة من تسريب آخر جاء فيه أنّ أراد أجرى لنفسه فحصاً على جهاز كشف الكذب «بوليغراف» بصورة شخصية، وفي قضية أخرى، وبعدما تبين أنه قال الصدق أرسل حساب الفحص بقيمة ألف شيكل (حوالى 300 دولار) إلى مكتب رئيس الوزراء لكي يسترجع المبلغ لكن رُفض طلبه.
ووفقاً للمسؤولين ذاتهم، فإنه غداة التسريب ضدّ أراد اهتم هو أو أحد من قبله بتمرير معلومات إلى الصحيفة الكويتية بشأن إجراء «الشاباك» تحقيقاً ضد مسؤولين في مكتب نتنياهو، بينهم أراد والمستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي نير حيفتس، وأضاف إنه بعد هذا التحقيق قدم حيفتس استقالته من منصبه.
ولفت المسؤولون إلى أنّ التسريب لصحيفة كويتية لا إسرائيلية كان متعمداً، ومن أجل ألّا يُعرف من يقف وراءه، ولكي تقتبس وسائل إعلام إسرائيلية ما جاء في الخبر الذي نشرته «الجريدة».
وتابع المسؤولون إنّ «هذا عمل حقير، فقيام شخص من داخلنا بتسريب معلومات لصحيفة عربية، ومحاولته توسيخ مسؤولين وتصفيتهما (سياسياً) هو أمر خطير جداً، ويجب إجراء تحقيق فيه».
من جانبه، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي غيدي شميرلينغ، إنه لم تكن هناك أية علاقة لأراد بالتسريب للصحيفة الكويتية.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد كشفت يوم الخميس الماضي أنّ نتنياهو طلب قبل عدة شهور من «الشاباك» التحقيق مع كبار المسؤولين والمستشارين في مكتبه، بشأن تسريب معلومات أمنية بالغة الحساسية والسرية إلى صحافيين.
كذلك أفادت الإذاعة أنّ إحدى اللجان السرية المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست كانت قد بحثت في تسريب هذه المعلومات وتبعاته.
وأثار تسريب المعلومات غضب نتنياهو وشكوكه في طاقم مستشاريه ومساعديه المقربين، لذلك طالب «الشاباك» بإجراء تحقيق بعد مشاورة المستشار القانوني للحكومة يهودي فاينشطاين.
وأجرى «الشاباك» تحقيقات مع مستشاري نتنياهو ومساعديه، وبينهم مستشار الأمن القومي عوزي أراد، وسكرتير الحكومة تسفي هاوزر والمستشار الإعلامي نير حيفتس، حتى إنهم خضعوا لجهاز «البوليغراف» لكشف الكذب.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن تحقيق «الشاباك» لم يؤدّ إلى توجيه إصبع اتهام إلى أيّ من المسؤولين في مكتب نتنياهو، لكن التحقيق بحد ذاته يدل على علاقات العمل المتوترة داخل مكتب رئيس الوزراء، وانعدام الثقة والشبهات المتبادلة داخل المكتب، وبالأساس بين نتنياهو ومستشاريه القريبين.
ونقلت الإذاعة عن مصادر في «الشاباك» قولها إنه في نهاية التحقيق تبيّن أن التسريب لم ينفذه أيّ مسؤول في مكتب نتنياهو، وأنه حُوّلت نتائج التحقيق إلى المستشار القانوني للحكومة. وقد استقال في الفترة الأخيرة عدد من مستشاري نتنياهو من مناصبهم، وكان آخرهم المستشار الإعلامي حيفتس، الذي قال إنه منذ تعيينه قبل عام ونصف عام كان واضحاً أنه سيستقيل بعد عامين، وأنه يريد التوجه إلى سوق الأعمال الحرة.
وكانت «الجريدة» قد نشرت قبل إذاعة الجيش الإسرائيلي بأسبوع خبراً نقلاً عمّا وصفتها بـ «المصادر الخاصة» ورد فيه أنّ السبب وراء استقالة حيفتس هو تسريبه معلومات عن نقاشات أمنية سرية إلى أحد الصحافيين الإسرائيليين، خلافاً للسبب الذي ذكره عند استقالته قبل أربعة أيام، وهو أن العمل المتواصل «أرهقه».
وأضافت «مصادر» الصحيفة الكويتية إن سكرتير الحكومة الإسرائيلية تسيفي هاوزر «سيلحق بحيفتس قريباً»، لأنه «أيضاً قام بتسريبات»، مشيرةً إلى أن جهاز «الشاباك» تعقّب وتنصت على مكالمات ولقاءات جميع الموظفين في مكتب نتنياهو، بمَن فيهم أراد، ومدير ديوان رئيس الحكومة ناتان أيشل، والمستشار رون درمر، وهاوزر، وحفيتس. وبعد هذه التحقيقات السرية، استُدعي جميع الموظفين لتحقيقات أمنية، وأخضع «الشاباك» الجميع لفحوص بآلة الكشف عن الكذب.
وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن التحقيقات بيّنت أن حيفتس وهاوزر كذبا في التحقيق، وعندئذ طلب رئيس الحكومة منهما الاستقالة تفادياً لفضيحة كبرى، وخصوصاً أن عمل مكتب نتنياهو عرضة لانتقادات الصحافة الإسرائيلية، وفضيحة كهذه قد «تعصف بمستقبل نتنياهو السياسي».
من جهتها قالت «يديعوت أحرونووت» إن تسريبين آخرين وصلا إلى «الجريدة» خلال العام الماضي، الأول نُشر في شهر شباط، ويشير إلى أن إسرائيل كادت أن تغتال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مرتين، مرة عندما شوهد في الضاحية في بيروت وأُطلقت طائرات حربية إسرائيلية لتنفيذ الاغتيال لكن أُلغيت العملية بسبب وجود أطفال بقربه، والمرة الثانية بعد أسبوعين وأُلغيت عملية الاغتيال بسبب مشاكل تقنية.
والتسريب الثاني كان قبل أربعة شهور، حيث نشرت الصحيفة الكويتية أن الرئيس السوري بشار الأسد أعطى حركة حماس ضوءاً أخضر لإنهاء عملية تبادل الأسرى مع إسرائيل، لتستعيد الأخيرة جنديّها الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليط. وقالت «يديعوت أحرونوت» إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفى في حينه كلا التسريبين.
(يو بي آي)