واصل وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي يزور اليونان الأربعاء المقبل، ممارسة هوايته المفضلة، ألا وهي استفزاز تركيا بالكلام والأفعاليبدو أنّ وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تسلّم ملف القضاء على أي احتمال بتصحيح العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية، بالكلام والأفعال، من خلال جزمه بأن الدولة العبرية لن تكون «مكسر عصا» لتركيا التي شبّه وضعها الحالي بما كان عليه أمر إيران قبل الثورة الاسلامية.
واتهم ليبرمان، في مقال نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست»، تركيا بقيادة رئيس حكومتها رجب طيب أردوغان، بـ«التحريض على إسرائيل». وقال إن «الوضع الحالي في تركيا يذكرني للأسف بحال إيران قبل الثورة الاسلامية بقيادة آية الله الخميني». وأضاف «مثل تركيا، كانت إيران بين الحلفاء الأكثر قرباً من إسرائيل، وكان للدولتين علاقات جيدة بين الحكومتين والشعبين». وذكّر الوزير اليميني المتطرف بأن التوتر في العلاقة بين البلدين بدأ قبل جريمة «أسطول الحرية»، مؤكداً أنّ موقف أردوغان من تل أبيب «لم يكن مرتجلاً أو رد فعل طبيعياً، بل إنه جزء من خطة مدروسة بعناية». وبينما أشار إلى أن حكومته لا ترغب في تدهور العلاقات مع أنقرة، عاد واتهم «الساسة الأتراك باستغلال إسرائيل من أجل أهداف سياسية داخلية».
غير أنّ ليبرمان لم يأت على ذكر نتيجة استطلاع تركي، نُشر أول من أمس، وأشار إلى أن 63 في المئة من الأتراك يريدون تجميد العلاقات مع إسرائيل، فيما رأى 43 منهم أن الولايات المتحدة هي «الخطر الأكبر على بلادهم تليها إسرائيل مع 24 في المئة».
وصبّ ليبرمان جام غضبه على رئيس الحكومة التركية، باستعادة مواقف أردوغان خلال زيارته للبنان، متعهداً بعدم اعتذار إسرائيل لتركيا عن الهجوم على أسطول المساعدات إلى غزة. وفي المقال نفسه، دعا ليبرمان نظيره التركي أحمد داوود أوغلو إلى إجراء محادثات معه في إسرائيل أو في أي مكان آخر.
وسارع داوود أوغلو إلى الرد على ليبرمان، جازماً بأنّ على حكومته أن تستجيب لمطالب بلاده المحقة في ما يتعلق بالاعتذار والتعويض عن جريمة الأسطول قبل البدء بأي حوار.
إلى ذلك، يبدأ ليبرمان، يوم الأربعاء المقبل، زيارة لليونان بهدف تعزيز التعاون الثنائي الذي بدأ أخيراً على خلفية الفتور بين تركيا وإسرائيل. وخلال هذه الزيارة التي تستمر أياماً عدة، وجرى التكتم على تفاصيلها لدواع أمنية، يُتوقع أن يبحث المسؤولون اليونانيون مع ليبرمان مشاريع في قطاع الطاقة وخصوصاً عبور الغاز الإسرائيلي الأراضي اليونانية، والسياحة وقضايا تعاون أمنية وعسكرية.
(أ ف ب، يو بي آي)