تصدّرت جبهات ريف اللاذقية الشمالي وسهل الغاب في ريف حماه المشهد الميداني أمس. فبعد هجمات «أوليّة» قبل أيام في المنطقتين، فتح المسلحون معركة كبيرة على نقاط متعددة.
وأطلقت تسع فصائل أبرزها «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» معركة «رد المظالم» للسيطرة على مواقع الجيش في جبلي الأكراد والتركمان، في ريف اللاذقية الشمالي. تزامن ذلك مع هجوم شنّه تنظيما «جند الأقصى» و«الحزب الإسلامي التركستاني» على نقاط الجيش في سهل الغاب، في ريف حماه الشمالي الغربي.
نشرت التنسيقيات صورة لمقاتل من «أحرار الشام» يحمل سلاحاً مضاداً للطائرات

وبتمهيدٍ ناري كثيف، قصف المسلحون بمئات الصواريخ والقذائف نقاط الجيش في نحشبا، وتلة رشا، والحدادة، وعين القنطرة، ورويسة الملك، وعكو في محيط بلدة كنسبا في جبل الأكراد، تمهيداً لاقتحامها، في وقتٍ نجح فيه الجيش باستعادة زمام المبادرة بعد تراجعه في بعض النقاط.
وهاجم المسلحون تلتي أبو علي والبيضاء المشرفتين على الحدود السورية ــ التركية، في جبل التركمان، دون أي تغيير في خريطة السيطرة. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إن «الجيش استعاد السيطرة على رويسة الملك على محور المعارك في محيط بلدة كنسبا، بعد أن دخلها المسلحون»، مشيراً إلى أن بلدة مزغلة، شمالي كنسبا، لم تكن أساساً تحت سيطرة الجيش، بل كانت وحدات الجيش في محيطها.
وروّجت صفحات المسلحين أنها سيطرت على مزغلة، فيما كانت القرية تحت سيطرتهم. وأكّد المصدر أن الجيش حافظ على ثباته في المواقع الاستراتيجية، رغم الهجوم العنيف والثاني من نوعه في أقل من 10 أيام، وذلك بعد فشل المسلحين في معركة «وادخلوا عليهم الباب» بهدف السيطرة على جبل التركمان.
وأضاف أن تعزيزات كبيرة للجيش قد وصلت إلى منطقة العمليات، تحضيراً للهجوم المعاكس باتجاه مواقع المسلحين على محور تلال كباني. وفي السياق، نشرت تنسيقيات المسلحين صورةً لأول مرة تُظهر مقاتلاً من «حركة أحرار الشام» يحمل مضاداً للطائرات محمولاً على الكتف، نوع «FN-6» (صيني المنشأ)، وذلك لاستخدامه في استهداف الطائرات في خلال معارك ريف اللاذقية.
أما في ريف حماه، فقد سيطر «تنظيم جند الأقصى» و«الحزب الإسلامي التركستاني» على بلدة خربة الناقوس في سهل الغاب، بعد تفجير عربتين مفخختين يقودهما انتحاريان.
وقال مصدر ميداني في سهل الغاب لـ«الأخبار» إن الجيش تمكّن من استهداف العربة الأولى، التي يقودها الانتحاري السعودي «أبو مصعب الجزراوي»، من «جند الأقصى»، فيما تمكن الانتحاري الثاني من تفجير نفسه، بالقرب من تحصينات الجيش، ما أجبر القوات على التراجع تجنباً لوقوع المزيد من الخسائر البشرية.
وأضاف المصدر أن المسلحين سيطروا على تلة الدبابات الواقعة بين خربة الناقوس وبلدة الحاكورة، مشيراً إلى أن الجيش دمّر عربة «بي أم بي» مفخخة، يقودها الانتحاري التركستاني «ابن الحسن» قبل أن تصل إلى هدفها، ما أدّى إلى انهيار الجسر الذي يصل الحاكورة ببلدة القاهرة. وأدى ذلك إلى عرقلة تقدم المسلحين الذين حاولوا الوصول إلى البلدة الاستراتيجية، الواقعة شرقي بلدة جورين. ونفّذ الطيران الحربي عدداً كبيراً من الغارات الجوية على مواقع المسلحين في مناطق الاشتباك، وإضافة إلى استهدافه تعزيزاتهم المتمركزة في بلدات تل واسط، والمنصورة، والزيارة، وتل جرزم. واستقدم الجيش تعزيزات إلى المنطقة لصدّ محاولات تقدم المجموعات المسلحة ودعم مواقعه في محيط بلدة الحاكورة.