واصل الموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي لقاءاته في العاصمة السورية دمشق، كما يستعدّ لزيارة موسكو نهاية الأسبوع، في حين توجّه نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد إلى العاصمة الروسية أمس. والتقى الإبراهيمي وفداً من المعارضة في الداخل، تقدّمه المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي حسن عبد العظيم، الذي قال إنّ الإبراهيمي «سيعمل على تأكيد التوافق الدولي» لحلّ الأزمة، ولا سيّما توافق «روسي أميركي». بدوره، أشار أمين سر المكتب التنفيذي للهيئة، رجاء الناصر، إلى «آمال كبيرة» بأن تثمر اللقاءات الإضافية للإبراهيمي عن «اتفاقات أو إيجابيات». وأضاف أنّه «لا يمكن الآن بتّ الانطباع العام» قبل نهاية اللقاءات. ورأى الناصر أن لا مخرج للأزمة سوى بتأليف «حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تقود البلاد إلى برّ الأمان».
كذلك التقى السفير الصيني تشانغ شون الإبراهيمي. وقال تشانغ، بعد اللقاء، إنهما اتفقا على أنّ «الوضع في سوريا خطير جداً، وأنّ هناك حاجة ملحة إلى تحرك سياسي».
في السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أنّ الموفد الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي سيصل إلى موسكو يوم السبت لإجراء مباحثات، كما نقلت عنه وكالة أنباء إيتار _ تاس الروسية.
في موازاة ذلك، أشارت الأمم المتحدة إلى أنّه «لا جديد في مفاوضات الإبراهيمي في زيارته لدمشق»، معتبرة أنّ «الوضع قد يزداد سوءاً»، كما أكدت أنّ «محادثات الإبراهيمي مع الرئيس السوري بشار الأسد لم ينتج منها أيّ رغبة في التفاوض».
في هذا الوقت، أفادت مصادر سورية ولبنانية أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ومساعداً آخر توجها أمس إلى العاصمة الروسية موسكو، عبر مطار بيروت، لمناقشة مقترحات لإنهاء الازمة السورية، وسيبحثان مع مسؤولين روس تفاصيل الاجتماعات التي عقدت مع الأخضر الإبراهيمي في دمشق.
من جهة أخرى، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، إنّ «ما تنصّ عليه مبادرة تحظى بدعم أميركي روسي لتسوية الأزمة السورية من عدم مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في انتخابات عام 2014 يتنافى مع القواعد الديمقراطية». وفي كلمة، في ختام جلسة مجلس الشورى، أفاد أنّه «لم يتمّ حتى الآن تقديم أيّ وثيقة رسمية لإيران في هذا المجال، والمواضيع المطروحة هي مجرد تكهنات إعلامية».
في سياق آخر، أعلن وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد آل نهيان أنّ بلاده تؤيّد عملية انتقالية سياسية في سوريا، لدى استقباله رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب. وأكد «عزم دولة الإمارات على دعم تحوّل حكومي مستقبلي غير طائفي».
كذلك أكد دعم جهود المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي من أجل وقف العنف في سوريا «والعمل مع المجتمع بكافة فئاته ومكوّناته لبناء سوريا الحديثة التي تستوعب جميع أبنائها دون استثناء أو تمييز بعيداً عن روح الكراهية والانتقام».
في هذا الوقت، دعا قادة مجلس التعاون الخليجي، في ختام قمتهم السنوية أول من أمس، إلى انتقال سياسي سريع في سوريا. وطالب المجلس، في بيان، «بالتحرك الجاد والسريع لوقف المجازر والانتهاكات الصارخة التي تتعارض مع كافة الشرائع السماوية والقوانين الدولية والقيم الإنسانية». وناشد المجتمع الدولي «تقديم كافة أشكال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب السوري الشقيق لمواجهة الظروف الحياتية القاسية».
إلى ذلك، زار وزير شؤون قدامى المحاربين الفرنسي، قادر عارف، اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري في شمال الأردن، أوّل من أمس. وقال الوزير الفرنسي إنّ «الجيش السوري الحر يحتاج إلى الدعم الدولي. يحتاج إلى دعم بلد مثلنا... مثل فرنسا. يحتاج إلى قدرة فرنسا كي يتمكن من إحراز تقدم». وتابع «من المهمّ مواصلة تطبيق ضغط قوي للغاية على نظام بشار الأسد المستبد والهجمي في سوريا، وتنظيم تحوّل ديمقراطي في أفضل الظروف، وأن يحدث ذلك بأسرع ما يمكن».
من ناحية أخرى، أعلنت أنقرة استعدادها لاستئناف تصدير الكهرباء لسوريا، بحسب وزير الطاقة التركي تانر يلدز. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن الوزير قوله «يمكننا إعادة مدّ سوريا بالكهرباء إذا رغبت في ذلك»، لكنّه أوضح أنّ سوريا «غير راغبة في ذلك، كما أنّها لم تعد تملك البنى التحتية المناسبة لشراء الكهرباء» من تركيا.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)