خلال يومين، كرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رأي بلاده في الأزمة السورية، فيما أكّد وزير خارجيته سيرغي لافروف أن موسكو ليست ساعي بريد في ما يخصّ الاقتراحات المعارضة لخروج الرئيس السوري من السلطة. وأعلن بوتين أنّ روسيا مهتمة بأن يكون في سوريا نظام ديموقراطي بعيد عن الفوضى. وقال بوتين، خلال مؤتمر صحفي في ختام قمة روسيا ــ الاتحاد الأوروبي: «أريد أن أؤكد مرة أخرى: سنسعى إلى أن يسود النظام في سوريا، وأن يكون هناك نظام ديموقراطي قائم على خيار الشعب السوري نفسه. نحن مهتمون في هذا؛ لأن ذلك قريب جداً من حدودنا». وأضاف: «ليس بودّي أن تسود بعد أيّ تغييرات في سوريا، الفوضى مثل ما نشاهده في بعض الدول الأخرى بالمنطقة».
ولفت الرئيس الروسي إلى أنّ ذلك ليس من مصلحة أحد، بل الجميع مهتم بوقف العنف وإراقة الدماء. وأوضح أن الموقف الروسي ينطلق من «أننا لسنا محامين للنظام القائم في سوريا، لكننا نرى أنّه من أجل الوصول إلى اتفاقيات بعيدة المدى، يجب الاتفاق أولاً على ما سيكون عليه مستقبل سوريا، وكيف ستُضمَن مصالح جميع المواطنين الذين يعيشون هناك، وكيف ستُدار سوريا».
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ بلاده لن تكون وسيطاً بين الرئيس السوري بشار الأسد وأولئك الذين يريدون منه الرحيل والبحث عن ملاذ آمن في الخارج. وأضاف لافروف، في مقابلة تلفزيونية: «نحن لسنا مشغولين بتغيير النظام. بعض اللاعبين الإقليميين يقولون لنا: لماذا لا تطلبون من الرئيس الأسد الرحيل، وسوف ترتب له ملاذاً آمناً؟ جوابي بسيط جداً. إذا كان هذا يدور في أذهان من يقترحون علينا ذلك، فيتعيّن عليهم أن ينقلوه مباشرة إلى الرئيس الأسد. لماذا يستخدموننا كسعاة بريد؟».
إلى ذلك، وجد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في المبادرة التي طرحتها إيران لحل الأزمة السورية نموذجاً لمحاولات يائسة لإطالة عمر النظام. ولفت الائتلاف في بيان إلى أنه «مع توالي تحقيق قوى الشعب السوري الحرة انتصارات سياسية وعسكرية حاسمة، يتوالى إطلاق مبادرات سياسية باهتة ومتأخرة من قبل النظام نفسه، ومن القوى المؤيدة له تمثل المبادرة الإيرانية نموذجاً لهذه المحاولات اليائسة لإلقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة»، مشيراً إلى أن «طهران لا تزال تعتبر الثورة السورية بعد سنتين من انطلاقها مجرد خلاف سياسي بين فريقين من غير الواضح أيهما الجلاد وأيهما الضحية، وما زال النظام الإيراني يقدم طروحات لا تحمل حلاً حقيقياً يوقف نزف الدم الغزير في سوريا، ولا تعترف بحق الشعب السوري في تقرير مصيره واختيار نظامه السياسي الذي يريد، وهو النظام الحر الديموقراطي الكامل».
(أ ف ب، رويترز)