واصلت المعارضة المسلحة تقدّمها في ريف حماه، في وقت أرسلت موسكو سفناً إلى ميناء طرطوس تحسّباً لاحتمال اجلاء رعاياها. وانسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماه الشمالي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل أكثر من يومين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد، في بيان، «انسحبت القوات النظامية من الحواجز والمقرّات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة، وحلفايا، وحيالين، والحماميات وذلك بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ 48 ساعة». وفي وقت لاحق، أشار إلى سيطرة مسلحي المعارضة «على حاجز سوق الهال في بلدة كفرزيتا» في المنطقة نفسها.
وأفاد المرصد عن سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية اثر استهداف حاجز الغربال في كفرنبودة براجمات الصواريخ قبل أن تنسحب منه القوات النظامية، و«قتل وأسر عناصر حواجز في قريتي حيالين والحماميات، بالاضافة إلى الاستيلاء على آليات عسكرية». وقتل تسعة مقاتلين معارضين وستة عناصر من قوات النظام، وخمسة مدنيين في معارك حماه أمس، بحسب ما ذكر المرصد.
في سياق آخر، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن مصدر بحري قوله إنّ روسيا أرسلت سفناً حربية للبحر المتوسط تحسباً لاحتمال اضطرارها لإجلاء رعاياها من سوريا. وقال المصدر إنّ مجموعة من خمس سفن، من بينها سفينتان هجوميتان وسفينة صهريج وسفينة مرافقة، غادرت ميناء في بحر البلطيق في أوضح علامة على أنّ روسيا تقوم باستعدادات لإجلاء محتمل لرعاياها. وأشارت الوكالة إلى أنّ السفن في طريقها للبحر المتوسط، وقد تبقى هناك لفترة غير محددة. وأضافت الوكالة عن المصدر قوله «إنّها (السفن) تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أيّ عملية إجلاء للمواطنين الروس. وجرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية».
إلى ذلك، أعلنت موسكو أنّ اثنين من رعاياها خطفا مع مهندس ايطالي في سوريا على الطريق السريع بين طرطوس وحمص. وقالت وزارة الخارجية الروسية إنّ الخاطفين يطالبون الشركة السورية، التي توظّف الرجال الثلاثة، بفدية مالية مقابل الافراج عنهم. والثلاثة يعملون في مصنع فولاذ في مدينة طرطوس الساحلية، عرفت عنه موسكو على أنه شركة سورية خاصة تدعى «مجموعة حمشو». وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال زيارة إلى أوزبكستان إنّ موسكو «تتّخذ كلّ الاجراءات اللازمة لدى سوريا ودول اخرى» من أجل تأمين الافراج عن الرجال الثلاثة.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)