نظمت المعارضة المصرية، أمس، تظاهرات جديدة على أمل تعبئة المزيد من الناخبين ضد مشروع الدستور قبل المرحلة الثانية من الاستفتاء، فيما يبدو المشروع في طريقه إلى الفوز بالرغم من أجواء الانقسام الحاد. وتجمع مئات المواطنين أمس في عدد من النقاط في القاهرة قبيل التوجه إلى ميدان التحرير والقصر الرئاسي في الاتحادية، تلبيةً للدعوة التي أطلقتها جبهة الإنقاذ الوطني. وقال أحد المتظاهرين، ويدعى أيوب، «لسنا موافقين على هذا الدستور ولا نعترف بصحة الاستفتاء عليه»، مضيفاً «لا يوجد إشراف قضائي حقيقي، وشاهدنا الكثير من التزوير» في المرحلة الاولى.
وتقول المعارضة ومنظمات غير حكومية إن الاقتراع في المرحلة الأولى شابه الكثير من التزوير، فيما أعلنت وزارة العدل أمس أنها انتدبت قضاة للتحقيق في دعاوى بوجود انتهاكات، مؤكدةً أنها «لا تتدخل مع ذلك في شؤون اللجنة الانتخابية».
وانضمت قيادات «السلفية الجهادية» إلى الرافضين لمشروع الدستور، لكن على أسس مغايرة للمعارضة، إذ هاجم السلفيون في مؤتمر عقدوه مشروع الدستور، معتبرين أن «المشاركة فيه أو الموافقة عليه شرك بالله ومخالفة لشرعه». وقال خالد الزمر «إن مشروع الدستور يخالف عقيدة المسلمين، لأنه يقرّ السيادة للشعب في حين أن السيادة لله»، فيما قال سيد ظاهر «إن مشروع الدستور مخالف لكل الشريعة الإسلامية».
ويرى معارضو مشروع الدستور أنه «غير توافقي ويقسم البلاد». وتحت عنوان «تكريس الانقسام»، قال المحلل حسن نافعة في صحيفة «المصري اليوم»: «إذا كان الإصرار على طرح مشروع الدستور الحالي نجح في شيء ففي تكريس وتعميق الانقسام بين المصريين الى درجة باتت خطيرة ومثيرة للقلق».
وأضاف «لا تنتظروا نتيجة الجولة الثانية من الاستفتاء لأنها لن تغيّر من الانقسام شيئاً، ولنبدأ بالتفكير منذ الآن في كيفية الخروج من المأزق»، فيما حذر وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي من الانقسامات واستمرار الأزمة.
وقال السيسي، بحسب تصريحات نقلتها الصحف أمس، «إن ما تواجهه مصر من انقسامات يؤثر على الاقتصاد ويهدد السلام الاجتماعي للمواطنين، وذلك يستلزم وحدة الصف ونبذ الخلافات وتغليب المصلحة العليا للوطن».
إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء الإمارات «وام» الرسمية أمس، أن وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان استدعى أول من أمس السفير المصري لمناقشة المزاعم التي تهدف «للإساءة لمصالح البلدين والعلاقات التاريخية المميزة بينهما»، بعد مزاعم ترددت في الإعلام المصري تفيد بأن الإمارات وراء مؤامرة ضد القيادة المصرية.
وقالت مصادر رسمية مصرية، طلبت عدم الكشف عن اسمها، إن الإمارات كانت ترد على اتهام العضو السابق في جماعة الإخوان المسلمين محمد ياقوت للإمارات بالضلوع في مؤامرة لخطف الرئيس المصري محمد مرسي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)