أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس أن حكومته ملتزمة نقل الصلاحيات المركزية للإدارات المحلية في المحافظات تطبيقا لقانون المحافظات غير المنتظمة باقليم، وذلك في وقت اقرت فيه الاستخبارات الأميركية بصعوبة سيطرتها على محافظة الأنبار، فيما توعدت طهران برد عنيف إذا اقترب مقاتلو «داعش» من الحدود الإيرانية.
وقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن تقرير استخباري سري لقوات المارينز ان القوات الاميركية لا تستطيع القضاء على التمرد في غرب العراق، كما لا تستطيع الحد من الشعبية المتزايدة لتنظيم «القاعدة» في المنطقة. وقالت الصحيفة ان التقرير المؤلف من خمس صفحات وجرت صياغته في اب يركز على محافظة الانبار. وقال مسؤول استخباري اميركي «إن المشاكل الرئيسية المتعلقة بانعدام السيطرة وتزايد التمرد والاجرام» لا تزال على حالها. وطبقا للتقرير فان «الوضع الاجتماعي والسياسي تدهور الى درجة» ان القوات الاميركية والعراقية «لم تعد قادرة عسكريا على هزم التمرد في الأنبار». وأضاف التقرير انه «من وجهة نظر السنة، فان خوفهم الكبير قد تحقق: فايران تسيطر على بغداد، وجرى تهميش أهل الانبار.» ويصف التقرير القاعدة في العراق بانها «منظمة مهيمنة ذات نفوذ» في المحافظة اكثر أهمية من السلطات المحلية والحكومة العراقية والقوات الاميركية «في قدرتها على التحكم في الحياة اليومية للسنة العاديين».

واشنطن تقر بصعوبة السيطرة على الأنبار وطهران تتوعد «داعش»

من جهة أخرى، نقلت وسائل الاعلام الايرانية عن مسؤول عسكري رفيع المستوى قوله إن ايران سترد بعنف اذا بات مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية على اقل من 40 كلم من حدودها مع العراق وافغانستان. وقال الجنرال احمد رضا بوردستان ان «تهديدات داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) ليست جديدة بالنسبة الينا. ففي حزيران، حددنا خطا احمر يبعد 40 كلم عن حدودنا عندما وصل مقاتلو هذا التنظيم الى محافظة ديالى» في العراق والمتاخمة للحدود الايرانية.
ويأتي هذا التصريح غداة تأكيد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري الاحد ان بلاده قد تقاسمت معلومات مع فرنسا والولايات المتحدة وايران، تشير الى ان التنظيم المتطرف قد يشن اعتداءات في هذه البلدان. واضاف بوردستان «نعرف ايضا ان داعش موجودة في شمال افغانستان (الواقعة شرق ايران) وتريد الاقتراب من حدودنا (...) استراتيجيتنا هي تدمير داعش اذا باتت على اقل من 40 كلم من حدودنا».
وقال العبادي، خلال ترؤسه الاجتماع التاسع للهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات الذي عقد في محافظة بابل (جنوب)، ان «الحكومة ملتزمة نقل الصلاحيات الى المحافظات وفق الدستور والقانون والبرنامج الحكومي». واضاف أن «بعض المحافظات لم تلتزم ما جرى الاتفاق عليه في الهيئة التنسيقية العليا بين المحافظات التي تعد قراراتها ملزمة»، مشيرا إلى ان «هذا الامر مرفوض وستجري المحاسبة عليه». وتابع العبادي ان «هناك مشاكل برزت تؤثر في الدولة وفي اوضاع بعض المحافظات والشرائح، ومنها ما يتعلق بالمؤسسات الصحية والتدخل فيها، اضافة الى التجاوز من قبل بعض المحافظات على حصتها من الكهرباء ما يؤثر سلبا في بقية المحافظات وفيه ظلم لمواطني هذه المحافظات، كذلك قضية المياه والتجاوز على الحصص المائية، حيث يجب أن يكون التوزيع بشكل عادل». ودعا رئيس الوزراء الى «التعاون بين المحافظات وان تسرع الوزارات المتلكئة بنقل الصلاحيات للمحافظات»، مشددا على ضرورة «تفعيل دور مجالس المحافظات وعدم تعطيل عملها بسبب خلافات سياسية تؤثر سلبا في عملها». وبموجب قانون المحافظات غير المنتظمة باقليم فإن على الحكومة نقل صلاحيات سبع وزارات خدمية الى الادارات المحلية تطبيقا لمبدأ اللامركزية في ادارة البلاد.
في السياق، قام القائم بأعمال وزير التجارة العراقي بتغيير 9 مسؤولين في الشركة العامة لتجارة الحبوب في مسعى لتعزيز جهود الاصلاح التي يتبناها العبادي لمكافحة الفساد. ولم يتهم بيان صدر أمس التسعة وهم من مديري الأقسام والصوامع بالتربح، ولكن قال إن التغييرات جرت «في إطار الخطة الإصلاحية التي تشهدها وزارة التجارة في تعيين عناصر كفوءة ومهنية وقادرة على تحمل مسؤولياتها.»
ميدانياً، قال مصدر عسكري في البيشمركة إنها عثرت على مقبرة جماعية لضحايا إيزيديين، قرب مدينة سنجار، هي الثانية خلال يومين.
وأعلن مسؤول حكومي إن القوات العراقية حررت مجمعا قضائيا في مركز الرمادي من تنظيم داعش، ورفعت العلم العراقي فوقه.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)