الخليل | لا شك في أن فداحة الخسارة التي أُلحقت بالجيش الإسرائيلي إثر حرب غزة، والخسارة السياسية الثانية التي تمثلت في الأمم المتحدة وعزلت إسرائيل دولياً، كان لهما تأثير كبير على الأرض، ما أدى إلى هجوم إسرائيلي على الضفة باعتقالات في صفوف «حماس»، فيما اعتقلت قوات الاحتلال اثنين من قادة المخابرات الفلسطينية في مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، بينما يستعد الجيش لما هو آت في الضفة من انتفاضة ثالثة محتملة. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اثنين من قيادة جهاز المخابرات الفلسطينية، في مدينة يطا الواقعة إلى الجنوب من مدينة الخليل، فجر أمس، بعدما داهمت مدينة يطا عند الساعة الثانية فجراً، بأكثر من ثلاثين آلية عسكرية وعمدت الى تفتيش منزلي مدير مخابرات يطا، خليل محمد خليل أبو عيد (48 عاماً)، ومدير عمليات محافظة الخليل في جهاز المخابرات الفلسطينية أحمد علي حسن بحيص (40 عاماً) قبل أن تعتقلهما وتنقلهما الى جهة مجهولة. من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «معاريف» أن جيش الاحتلال يستعد لمواجهات عنيفة في الضفة بعد الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة. ونقلت عن ضباط في جيش الاحتلال قولهم «هناك ارتفاع في عدد الإنذارات عن تنفيذ عمليات عسكرية وبناء البنية التحتية للعمليات، وأن الصدام مع قوات الأمن الفلسطينية، وعلى سبيل المثال ما حدث في الخليل، يعدّ مؤشراً خطيراً للمستقبل».
وكتب المعلق العسكري للصحيفة عمير رببورت، أن «سنوات الهدوء في الضفة وصلت الى نهايتها، والجيش يستعد لمواجهات عنيفة في الربع الأول من عام 2013».
بدورها، كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، تحت عنوان «خطورة انتفاضة ثالثة»، أنه «في الضفة الغربية، هناك سيطرة استخبارية إسرائيلية كاملة، حيث تتم اعتقالات كل ليلة، وفي الأشهر الأربعة الأخيرة جرى اعتقال خمس خلايا خططت لخطف جنود إسرائيليين في منطقة رام الله وحدها». ورأت أن إمكانية انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية تزداد احتماليتها لثلاثة أسباب، منها «تزايد قوة حماس، وعدم وجود عمل مكثف للسلطة ضد حركة حماس، وحصول السلطة على دعم عبر نجاحها في الأمم المتحدة والحصول على عضوية دولة بصفة مراقب، أضف إلى ذلك سبب عدم وجود أفق لأي حل سياسي بين إسرائيل وفلسطين».
ورأى محللون في حديث لـ«الأخبار» أن «انسداد الأفق السياسي فعلاً، مع استشراس سياسة الاستيطان على الأرض، يخلق دافعاً للمواجهة في الضفة الغربية، بينما السلطة الفلسطينية لن تقوم بقمع أي عمل ضد الاستيطان حتى لو كان مسلحاً، فهي لا تريد أن تُربح «حماس» المزيد من التأييد الشعبي».