أعلنت روسيا أمس أنها لا تجري محادثات بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، نافية بذلك تكهنات بأنها تعدّ لخروج محتمل لحليفها من السلطة. لكن رئيس وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية (بي أن دي)، غيرهارد شيندلر، رأى أن حكومة الأسد تعيش مراحلها الأخيرة.
وفي غضون ذلك، دعت اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري، مساء أمس، في ختام اجتماعها في الدوحة، الرئيس السوري الى التنحّي لتسهيل بدء مرحلة الانتقال الى السلطة. وجاء في الفقرة الأولى من البيان الختامي لاجتماع اللجنة، أنها تطلق «النداء مجدداً بمطالبة الرئيس بشار الأسد الاستجابة لقرار مجلس جامعة الدول العربية القاضي بتنحّي الرئيس عن السلطة لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير».
وفي المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع، قال رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية حمد بن جاسم، إنه «من الواضح أننا في المراحل النهائية لسقوط النظام». ولم يستبعد المسؤول القطري استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في المعارك الدائرة حالياً. وطلب المجتمعون «من الأمانة العامة للجامعة العربية عقد مؤتمر للمنظمات والهيئات العربية المعنية في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، وذلك لتنسيق جهود الإغاثة»، كما طلبوا منها «التحضير من أجل إعداد مؤتمر عام لإعادة الإعمار في سوريا». وتم تذييل البيان بتحفظات أبدتها كل من الجزائر والعراق. وكان رئيس الحكومة القطرية قال لدى افتتاحه اجتماع هذه اللجنة «نأمل إن شاء الله إن كانت هناك حكمة وبقية صواب، أن يحتكم القائمون في سوريا الى العقل والمنطق، ومحاولة وقف ما يجري فوراً، والدخول في عملية انتقالية واضحة تضع حداً لحمام الدم في سوريا». بدوره، رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن المعارضة السورية «يمكن أن تشكل بديلاً لتولّي النظام في الوقت المناسب»، ودعا جميع الدول التي لها علاقات بفئات المعارضة الى «إقناعها بالتكاتف في هذه المرحلة الحاسمة، لأن الموضوع دخل الى دمشق»، في إشارة الى وصول المعارك الى قلب العاصمة السورية.
وخلص العربي إلى القول «من دون مبالغة دخلنا في المراحل النهائية» للأزمة السورية. وأفاد بأن «هناك محادثات تُجرى بين الولايات المتحدة وروسيا بمشاركة الممثل المشترك (الأخضر الإبراهيمي)، وهذه المحادثات مستمرة اليوم في جنيف، ومعلوماتي أن الهدف منها هو البناء على ما جاء في البيان الختامي في اجتماع جنيف في 30 حزيران الماضي في بدء مرحلة انتقالية وتأليف حكومة لها صلاحيات كاملة». وقال إن «الهدف (من هذه المباحثات) إعداد قرار يصدر عن مجلس الأمن»، مضيفاً أنه «ما إن يصدر (القرار) ستكون رسالة واضحة للنظام بأن الحماية سقطت». وفي بيان صدر عقب محادثات جنيف، قال الأخضر الإبراهيمي، إن «الاتفاق على أن الوضع في سوريا سيّئ ويزداد سوءاً، وأن الحل السياسي لا بد أن يقوم على بيان 30 حزيران». وأضاف أن «الاجتماع كان بنّاءً وجرى بروح التعاون. بحثنا سبل المضي قدماً نحو عملية سلمية وتعبئة تحرك دولي أكبر من أجل حل سياسي للأزمة السورية».
وتمثلت روسيا في اجتماع جنيف بنائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف والولايات المتحدة بمساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز.
من جهته، نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف البحث في مصير الأسد في جنيف. ونقلت وكالة «إيتار تاس» للأنباء عنه قوله «لا نجري محادثات بشأن مصير الأسد». وأضاف أن الأولوية هي لإنهاء القتال في سوريا وليس بحث مصير رجل واحد، مؤكداً أن «موقفنا من سوريا معروف». أما رئيس الاستخبارات الألمانية، فقد أبلغ صحيفة «فرانكفورتر الغيماينه» الألمانية في مقابلة نشرت أول من أمس، أن «المعارضة المسلحة تنسّق أعمالها بشكل أفضل، وهو ما يجعل الحرب ضد الأسد أكثر فاعلية... نظام الأسد لن يستمر». وقال شيندلر، إن «الأدلة تتوالى على أن النظام في دمشق يعيش الآن مرحلته الاخيرة».
في غضون ذلك، أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، في بيان للأمانة العامة، أن الأمين العام عبد اللطيف الزياني أبلغ الأمين العام «للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» مصطفى الصباغ، على هامش حوار المنامة، «موافقة» المجلس الوزاري لدول الخليج على «طلب الائتلاف اعتماد ممثل له لدى مجلس التعاون».
في هذا الوقت، رأى سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض لدى فرنسا، منذر ماخوس، الذي سيلتقي غداً برلمانيين أوروبيين في ستراسبورغ، خلال حديث مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»، أنّ لامبالاة المجتمع الدولي حيال النزاع السوري «شجعت صعود» الجهاديين. وقال المعارض السوري إن «الائتلاف يعمل على تشكيل مجلس عسكري أعلى للسيطرة على الوضع في الداخل»، مضيفاً «لقد عقدنا اجتماعات مع قادة الجيش السوري الحر».
(أ ف ب، رويترز)