يبدو أن رياض حجاب هو الأوفر حظاً لرئاسة «حكومة انتقالية» يعمل على تأليفها الائتلاف المعارض، الذي لفت إلى أنّه قد يسمح بنشر قوة دولية إذا تخلى الرئيس بشار الأسد عن السلطة. واقترب ائتلاف المعارضة السوري الجديد من اختيار رئيس وزراء لقيادة حكومة انتقالية، بعد محادثات استمرت ثلاثة أيام في القاهرة. وقال مندوبون إنّ رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب هو أقوى مرشح لهذا المنصب. وقال مطلعون في الائتلاف إنّه من المرجح أن يُختار حجاب الذي، يؤيده الأردن، ودول الخليج قبل أو أثناء انعقاد مؤتمر «أصدقاء سوريا» المقرر في المغرب منتصف الشهر الحالي.
وأشار عضو الائتلاف، لؤي صافي، إلى أنّ رئيس الوزراء سيكون الموجّه للائتلاف مع المجتمع الدولي، ويعمل كرئيس لمجلس وزراء بديل جاهز لشغل الفراغ السياسي والأمني حال سقوط النظام الحالي.
من ناحية أخرى، لفت الائتلاف إلى أنّه قد يسمح بنشر قوة دولية لحفظ السلام في سوريا، إذا تخلى الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه عن السلطة. وقال المتحدث باسم الائتلاف، وليد البني، إنّ المعارضة قد تقبل نشر مثل هذه القوة إذا تخلى الأسد عن السلطة أولاً. وقال البنّي إنّ الائتلاف مستعدّ للنظر في أيّ اقتراح إذا رحل الأسد وحلفاؤه، بمن فيهم كبار الضباط في الجيش وأجهزة الأمن. وأضاف أنّه إذا تحقّق هذا الشرط أولاً، فإن الائتلاف يمكن أن يبدأ مناقشة أيّ شيء.
في سياق آخر، أكد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أنّ العلاقات السورية - الروسية تزداد ترسخاً من خلال متابعة الأحداث، ومن خلال الموقف الروسي الداعم للحلّ السلمي للأزمة في سوريا. وأشار المقداد إلى أنّه عقد اجتماعات في وزارة الخارجية الروسية لوضع المسؤولين فيها بصورة التطورات والاطلاع على الموقف الروسي. ولفت إلى أنّ زيارته لروسيا تأتي بعد جولة ناجحة قام بها لعدد من دول أميركا الجنوبية، نقل خلالها رسائل من الرئيس السوري بشار الأسد إلى قادة تلك الدول، واصفاً الجولة بأنها كانت موفقة وناجحة جداً.
وأشاد المسؤول السوري بمواقف شعوب وحكومات دول أميركا الجنوبية الداعمة لسوريا، والتي عبّرت عن «استنكارها للأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المسلّحة، والتي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية وبعض الدول العربية».
من ناحيته، قال الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية، علي أكبر ولايتي، يوم أمس، إنّ إيران تدافع بكل إمكانياتها عن الحكومة والشعب في سوريا. وقال ولايتي إنّ «إحدى المؤامرات الغربية، والصهيونية، والرجعية بالمنطقة تمثّلت في ايجاد الخلافات والاضطرابات في سوريا، بهدف إضعاف المقاومة، وهذا ليس بخافٍ على أحد»، مشيراً إلى أنّه بناءً على التقارير الواردة من الجهات المحايدة، بما فيها منظمة الأمم المتحدة، فإنّ أغلب الذين رفعوا السلاح في سوريا، ليسوا سوريين. ولفت إلى أنّه ليس على علم بحجم المساعدات التي تقدمها إيران إلى سوريا، إلّا أنّه أكّد أنّ «الجمهورية الاسلامية الإيرانية تدافع بكل امكانياتها عن الحكومة والشعب في سوريا». وقال إنّ «على كل انسان أن يدافع عن الشعب السوري، وإنّ الجمهورية الاسلامية الإيرانية، أيضاً، لا تمتنع عن أيّ جهد في الدفاع عن الشعب السوري، وإنّها مع الاصلاحات في سوريا».
إلى ذلك، يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الاطلسي، الثلاثاء والأربعاء في بروكسل، لإعلان تضامنهم مع تركيا، حيث يستعدّ الحلف لنشر بطاريات «باتريوت» قرب حدودها مع سوريا. ورأت مصادر دبلوماسية أنّ الحلفاء لن يفاجئوا أحداً إذا وافقوا على نشر صواريخ الباتريوت، بناءً على طلب تقدمت به أنقرة في 21 تشرين الثاني. وأعلنت الناطقة باسم الحلف، يوانا لونغسكو، أنّ الردّ سيصدر «خلال الأيام القليلة المقبلة»، وأنّه قد يأتي الثلاثاء في أوّل يوم من الاجتماع في مقر الحلف «الأطلسي».
وفضلاً عن هذه القضية، يتوقّع أن يبحث الوزراء في النزاع السوري. وأوضح دبلوماسي «أنّه ملف معقد جداً، والدول الغربية تدرك أنّها إذا لم تزد في دعمها لمقاتلي المعارضة، فقد لا تتمتع بأيّ نفوذ لديهم عندما يسقط نظام الرئيس بشار الاسد». وسيبحث وزراء الخارجية، أيضاً، الملف السوري مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف، المدعو إلى غداء عمل غداً الثلاثاء.
إلى ذلك، أعلنت لونغسكو أنّ نشر الباتريوت «سيدفع بأيّ كان يريد مهاجمة تركيا إلى الامعان في التفكير قبل أن يفعل ذلك». وأوضحت أنّ البطاريات المضادة للصواريخ ستنشر «خلال الأسابيع التالية».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)