أنقرة تلعب ورقة الاقتصاد مع بوتين

  • 0
  • ض
  • ض

إسطنبول | بعدما اضطر إلى تأجيلها مرتين بسبب الفتور الذي يخيّم على العلاقات الروسية – التركية، يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم زيارته المهمة إلى تركيا، التي تستغرق أربعة أيام. تكتسب الزيارة أهمية إضافية؛ لكونها تأتي في ظلّ استمرار هذا الفتور بسبب الانتقادات التي توجهها موسكو إلى حكومة رجب طيب أردوغان، وخصوصاً ضد طلب أنقرة نشر صواريخ «باتريوت» على حدودها الجنوبية. في المقابل، لم يتردد أردوغان ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو في توجيه انتقادات عنيفة إلى موسكو بسبب دعمها للنظام السوري عبر «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي أو استمرارها في بيع الأسلحة لدمشق. يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه المعلومات عن مساعي أنقرة إلى إقناع الرئيس بوتين بتطوير العلاقات الاقتصادية، بحيث تسهم هذه العلاقات في ربط المصالح الاقتصادية الروسية بالمصالح الاقتصادية التركية. وترى المصادر الدبلوماسية هذه الحسابات الرهان الأهم في مناورات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذي سيضع أمام بوتين ملفات اقتصادية مغرية ليسهم في إقناعه بضرورة التخلي عن دعم الرئيس بشار الأسد، مع تعهدات رسمية بالتعاون الروسي – التركي لتقرير مصير سوريا بعد رحيل الأسد، من خلال التنسيق والتعاون المشترك في هذا المجال، ولاحقاً في موضوع إيران، وصولاً إلى منطقة القوقاز. ويرى البعض في المناورة التركية فرصة لكسب بوتين إلى جانب الحسابات التركية؛ إذ إنّ أنقرة تخطّط لزيادة وارداتها من البترول الروسي، بعدما اضطرت إلى خفض حجم وارداتها من إيران بسبب الحصار الدولي المفروض على طهران. ويذكر أن تركيا تستورد 50% من استهلاكها النفطي من إيران، وتراجع هذا الاستيراد إلى40%. كذلك تغطّي تركيا 60% من استهلاكها للغاز الطبيعي من روسيا، التي استثمرت شركاتها الخاصة والحكومية ما قيمته 3 مليارات دولار من المشاريع في تركيا خلال السنوات الخمس الأخيرة، مقابل 4 مليارات و500 مليون دولار من الاستثمارات التركية في روسيا، حيث نفذت الشركات التركية خلال السنوات العشرين الماضية ما قيمته 12 مليار دولار من المشاريع. كذلك احتلّ السيّاح الروس المرتبة الثانية بعد السائحين الألمان. وكانت روسيا قد وقّعت العام الماضي اتفاقية مع الحكومة التركية تقضي ببناء مفاعلين نوويَّين جنوب تركيا، بقيمة 4 مليارات دولار.

0 تعليق

التعليقات