هيك لكن؟ شو هالنصر الكبير! على ما يبدو يا جدي شكلهم باعوك! ما تواخذهم يا جدي، إللي ما بيعرفك بيجهلك، حالك من حال الآلاف صحيح، بس ما جرّب حدا من «الخطباء» على المنابر يتعرّف عليهم أو يسأل عن أحوالهم أو حتى يستفتيهم. يا جدي، ما تزعل ع اللي راحوا، هم راحوا فدا القضية اللي ما بترجع إلا من فوّهة بندقية. هم ما راحوا يا جدي فدا دولة مخصية، ولا عشان 22 بالمية من أرض فلسطين، بلادنا. هلق ليك يا جدي: بدي يّاك ما تحمل همّ، وخلينا متل ما بيقولوا نتطلّع عالنص المليان من الكباية، هيدا إذا كان في شي بالكباية أو حتى بعد في كباية أصلاً.
شو يعني فلسطين رح تكون «عضو مراقب»؟ يمكن لو كنت بعدك عايش، كنت فكّرتها شي مرض جنسي! لأ يا جدي، عيب. خليني أشرحلك هي بالمشبرحي: هيدا يعني إنو خُمس فلسطين اللي بتعرفها، صار لمحمود عباس و«القرطة» تبعو، والباقي لليهود، يعني اعتراف من رئيسنا المفدى أبو مازن إنو فلسطين... بس هالقد! واعتراف صريح إنو الباقي ما عاد إلنا. يعني بالمختصر وصمة عار على الجبين حتى الممات. بتعرف يا جدي؟ على سيرة الموت، من أسبوعين بس كنت مبسوطة ومفكرة حالي رح أشوف فلسطين قبل ما أموت، وباللحظة هاي بالذات صرت عم بحسدك لإنك ميت وما شفت إللي عم بشوفو أنا اليوم. ما تلوم الناس يا جدي، الناس بدها شي وشي لحتى تفرح، وكل ما عليت المنابر كل ما سمعنا طلقات رصاص بالهوا وتصفيق. لأ يا جدي، الرصاص من زمان عنك، صار ينْطَخ بالهوا هالإيام، ما عاد في عدو أصلاً ينطخ عليه، صار بجوارنا دولة صديقة. ودولتنا، آه ع دولتنا، طالعة بالخريطة الجديدة كتير «إكزوتيك» وكتير كتير أوريجينال، قصدي قول بالعربي الفصيح إنها طالعة زي الفسيفساء، تحفة فنية يعني. صار فيه ابن رام الله يطلع يقول ع الحاجز إنو عندو دولة، صار فيه يطلع عالطريق الالتفافي ويشوف شي عشرين آرمة بترحّب فيه بدولة فلسطين. شايف يا جدي، صار فيه ابن الخليل يروح من شرقها لغربها، وبين الشرق والغرب في مدخل عامل زي الحد الفاصل يخبرو إنو صار عندو دولة، وبترحب فيه كمان!
يا حسرتي ع إللي راحوا فدا قضية انباعت على المزاد العلني. احكيلي، لو كنت عايش شو كنت عملت؟ لو كنت عايش وشفت واحد عم يسلّم إيد بإيد ع واحد ذبح شعبك بصبرا وشاتيلا، وواحد تاني نسي أساساً إنك موجود وعمل دولة ما بتعرف بحقك لترجع، علماً إنو هو أصلاً فاقد لشرعيتو بس بعدو بيحكي باسم شعبك، شو كنت عملت؟ ما تحمل همومك وهموم الناس ع كتفك، بيكفيك ثقل ابن حملته ع كتفك من فلسطين إلى لبنان، وثقل بارودة حملتها سنين ع الكتف التاني وإنت عم تقاتل. بيكفيني إني أعرف إنك ما كنت تساوم.