غزّة ــ الأخبار بارك قادة حركة المقاومة الاسلامية «حماس»، خطوة محمود عباس في الأمم المتحدة ونيل فلسطين صفة مراقب غير عضو، كونه يأتي تتويجاً للنصر في قطاع غزة الشهر الماضي على الاحتلال في عدوانه، لكن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رمضان شلح، كان له موقف متباين اذ تساءل عن أي فلسطين يتحدثون؟
أما أبو مازن، وفي أول كلمة له بعد إعلان الدولة، فحاول طمأنة الاسرائيليين إلى أنه لن يتوجه للمحكمة الدولية، لكنه لمّح الى اللجوء لهذا الخيار من أجل التصدي للاستيطان. وقال الرئيس الفلسطيني ان «التوجه لمحكمة الجنايات الدولية من حقنا الآن، ولكن لا نريد ان نتوجه اليها الآن، ولن نتوجه لها، الا اذا اضطررنا واعتدي علينا». واضاف «هذا الموقف ابلغنا به دولا عديدة ومنها الادارة الاميركية». وتابع «الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 الآن ينطبق عليها اتفاقية جنيف الرابعة وخصوصاً المادة 49 لأن أراضي دولة فلسطين هي أراض محتلة ولا يجوز اجراء تغيير ديموغرافي فيها ولا يجوز نقل مواطنين من دولة أخرى اليها أي أن المستوطنين وجودهم مخالف للقانون الدولي».
وأكد عباس على استعداد الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات، قائلاً «أعلنت مليون مرة اننا نريد العودة للمفاوضات، اننا مستعدون لها ونحن لا نضع شروطا مسبقة، هناك 15 قرارا من مجلس الامن والامم المتحدة أن الاستيطان غير شرعي وعقبة في طريق السلام وانه يجب اجتثاث الاستيطان، لماذا لا يوقفون الاستيطان؟» وأضاف «نحن جاهزون لكل ذلك ويبقى: هل الجيران الاسرائيليون جاهزون؟ ان الكرة عندهم وعند الاميركان لكنهم قد يتذرعون بالانتخابات» الاسرائيلية المقررة في كانون الثاني.
وفي سياق المواقف الفلسطينية من استحقاق الدولة، قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، إنّه ينبغي النظر إلى الاعتراف الفعلي بدولة فلسطينية ذات سيادة إلى جانب الانتصار في غزة كاستراتيجية واحدة جريئة قد تؤدي إلى تمكين كل الفلسطينيين.
ودعم بقوة المبادرة الدبلوماسية التي قادها عباس، وقال «قلت للأخ أبو مازن نريد بهذه الخطوة جزءا من كل جزء من استراتيجية وطنية فلسطينية فيها خيارات مفتوحة مستندة إلى امتلاك أوراق قوة متعددة وعلى رأسها المقاومة التي أبدعت في غزة واعطت رسالة عن قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود ومواجهة المحتل».
بدوره، رحب رئيس الحكومة المقالة في غزة، اسماعيل هنية، برفع تمثيل فلسطين. وقال «نرحب بهذا الإعلان وهذه الخطوة، لكن على قاعدة الالتزام بثوابت الشعب الفلسطيني على قاعدة عدم الاعتراف باسرائيل وعلى قاعدة عدم التنازل عن شبر واحد من ارض فلسطين». واضاف ان «ما جرى في جمعية الامم المتحدة هو تتويج لصمود هذا الشعب ولنضالاته وتضحياته وتأكيد للنصر الذي حققته غزة».
كما اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قرار الجمعية العامة بأنه «انتصار لعدالة قضيتنا وحقوقنا وصمود شعبنا». وقالت في بيان إن «ملاحقة قادة الإحتلال في محكمة الجنايات الدولية لمعاقبتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق شعبنا، وصولاً إلى تحقيق أهدافنا الوطنية في العودة والدولة وتقرير المصير، يمثل الاستغلال الأمثل لهذا القرار».
لكن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي كان له موقف مغاير عن «حماس»، وتساءل «عن أي فلسطين نتحدث؟ إذا كان الحديث عن وطن فلسطين بكامله من النهر إلى البحر، فمن الطبيعي أن نبارك ذلك، أما إذا كان يراد وضع سقف للحق الفلسطيني، وكما قلنا بصراحة للسلطة والأخوة في مصر بأننا لن نبارك هذه الخطوة ولكن لن نتصدى لها».
الى ذلك، أعلنت المفوضة العامة لفلسطين لدى بلجيكا والاتحاد الاوروبي ليلى شهيد، أن بلجيكا منحتها مرتبة سفيرة فلسطين بعد ترقية فلسطين في الأمم المتحدة. هذه المواقف تأتي وسط ترحيب دولي واسع بالاستحقاق الفلسطيني، ووصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة بأنه انتصار للديموقراطية. كما هنأت الكويت وتونس وقطر والأردن والجزائر وإيران ومنظمة التعاون الإسلامي والفاتيكان والصين الفلسطينيين على هذا الإنجاز التاريخي.