بادر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الى محاولة احتواء المفاعيل المعنوية لإعلان دولة فلسطينية، غير كاملة العضوية، عبر التأكيد على أنّ هذا الأمر لن يغير شيئاً على أرض الواقع، ولن يقدّم دولة فلسطينية وانما سيبعدها.
وكرّر نتنياهو، خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ35 لزيارة الرئيس المصري أنور السادات الى اسرائيل، شروطه للتسوية بالقول إن «يد اسرائيل ممدودة للسلام دائماً، لكن لن تقوم دولة فلسطينية من دون الاعتراف بدولة اسرائيل على أنها دولة الشعب اليهودي، ومن دون الإعلان عن نهاية الصراع، ومن دون ترتيبات أمنية تحمي دولة اسرائيل ومواطنيها».
وأشار نتنياهو الى أن أياً من هذه الأمور «لا يوجد له ذكر في مشروع القرار (الفلسطيني) في الجمعية العامة للأمم المتحدة». واعتبر أنه «ليس مهماً الأيدي التي ستُرفع، ولا توجد قوة في العالم تجعلني أساوم على أمن اسرائيل، ولا توجد قوة في العالم قادرة على فصل شعب اسرائيل عن أرض اسرائيل».
بموازاة ذلك، تناول المندوب الاسرائيلي في الامم المتحدة، رون بروسور، خلال مقابلة مع «يديعوت احرونوت»، تُنشر اليوم، الآثار المتوقعة لمنح مكانة دولة مراقب للفلسطينيين، بالتأكيد على أن هذا المسار «يمكن أن يكلفنا دماً غالياً»، واصفاً الخطوة بأنها تأتي «في سلسلة الأخطاء الكبرى للأمم المتحدة». ورأى أن اعلان الدولة أمر «سيئ للشعب الفلسطيني، وللمسار السياسي وللاستقرار في الشرق الاوسط».
وكان بروسور قد أجرى سلسلة من اللقاءات مع دبلوماسيين رفيعي المستوى، أكد فيها «على ان المسار الفلسطيني خطأ، وجائزة للارهاب، ولرفض ادارة المفاوضات».
وضمن السياسة الاسرائيلية نفسها في التعامل مع اعلان الدولة الفلسطينية، وصف نائب وزير الخارجية الاسرائيلية داني ايالون، قرار الجمعية العامة للامم المتحدة بأنه «غير ذي قيمة». وأضاف، في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية، أن المواقف التي ستطرحها اسرائيل خلال مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين ستكون أكثر تصلباً في أعقاب الخطوة الفلسطينية الأحادية، كما أنها ستطالب بالحصول على ضمانات دولية لأي اتفاقات سيتم التوصل اليها. ورأى أن رئيس السلطة محمود عباس، أكد مرة أخرى من خلال تقديمة طلب الدولة الفلسطينية، أنه ينادي بالارهاب السياسي.
المواقف نفسها أطلقها سكرتير الحكومة الاسرائيلية، تسافي هاوزر، بالقول إن التحرك الفلسطيني سيبعد السلام عن المنطقة، مؤكداً أن على الفلسطينيين أن يدركوا بأنه لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط، الا من خلال المفاوضات المباشرة، وليس بالخطوات الأُحادية. ورأى هاوزر أن التحرك الفلسطيني يشكل خرقاً جوهرياً للاتفاقات الدولية الموقعة بين السلطة واسرائيل، وبالتالي يسمح لحكومة اسرائيل باتخاذ أي خطوة ترتئيها لحماية مصالحها.
في سياق متصل، أقرّت مصادر سياسية اسرائيلية بأن المعركة الدبلوماسية التي خاضتها اسرائيل، بهدف اقناع الدول الاوروبية بالامتناع عن التصويت على الطلب الفلسطيني قد باءت بالفشل نظراً لرغبة هذه الدول في تعزيز مكانة أبو مازن بعد عملية «عمود السحاب» في قطاع غزة. ووصفت وسائل اعلام اسرائيلية هذا الفشل الاسرائيلي بأنه «انهيار» دبلوماسي لاسرائيل في الحلبة الدولية.