قطعت شبكات الاتصالات وخدمات الإنترنت، يوم أمس، في عدد من المناطق السورية، ولا سيّما العاصمة دمشق. وحذرت «لجان التنسيق المحلية» من أن تكون الخطوة تمهيداً لـ«مجزرة» قد ترتكبها قوات النظام. إلا أن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي قال إنّ «إرهابيين» وليست الدولة هم المسؤولون عن قطع الاتصالات والإنترنت في أنحاء البلاد، فيما أشارت وزارة الاتصالات إلى أن فرق الصيانة تعمل على إصلاح العطل. ميدانياً، شنّت القوات السورية حملة عسكرية واسعة في مناطق واقعة على طريق مطار دمشق الدولي، المغلقة منذ صباح أمس، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد إنّ الحملة «تتركّز على طريق المطار في حران العواميد، وحجيرة شرق العاصمة، وببيلا الى الجنوب الشرقي منها»، مشيراً إلى أنّ الاشتباكات «هي الأعنف في المنطقة»، وقد استقدمت القوات النظامية تعزيزات.
في السياق، أعلنت شركة طيران الإمارات تعليق رحلاتها الجوية «حتى إشعار آخر» مع العاصمة السورية دمشق. وأعلن متحدث باسم الشركة أنّ «سلامة ركابنا وأفراد طواقمنا تشكل أولى الأولويات»، من دون أن يوضح أسباب هذا الإجراء. بدورها، ألغت شركة «مصر للطيران» رحلتها إلى دمشق اليوم لتعذّر الاتصال بمكتبها في دمشق، وتدهور الأوضاع الأمنية في محيط مطار العاصمة السورية، بحسب ما أفاد مسؤول في الشركة وكالة «فرانس برس».
في موازاة ذلك، استولى المقاتلون المعارضون، بعد سيطرتهم على قاعدة عسكرية في شمال سوريا، على عدد من صواريخ أرض جو، بحسب ما أكد ملازم منشق لوكالة «فرانس برس». وقال الملازم «كانت العشرات من صواريخ سام 7 المضادة للطائرات من طراز كوبرا، مخبّأة تحت الأرض في هذه القاعدة»، وأضاف «كانت هذه القاعدة نقطة أساسية في شمال غرب سوريا، وتالياً مفتاحاً في الدفاع الجوي ضد تركيا أو تهديدات جوية قادمة من أوروبا».
من ناحية أخرى، دانت إيران «بشدة» التفجيرات التي وقعت في ريف دمشق، أول من أمس. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإیرانیة رامین مهمانبرست قوله إنّه «لا یمكن أبداً تبریر ادّعاء المطالبة بالحقوق والمطالب الشعبیة عن طریق الأعمال الإرهابیة، وأنّ الدول التي تدعم تصعید العنف تعتبر شریكة في إراقة دماء الشعب السوري».
في سياق آخر، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إنّ المعارضة السورية استخدمت أطفالاً في القتال، وصبياناً تصل أعمارهم إلى 14 عاماً لنقل أسلحة وإمدادات. وأضافت المنظمة أنّها أجرت مقابلات مع خمسة صبيان تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاماً، قالوا إنهم عملوا مع مقاتلي المعارضة في محافظة درعا، وفي حمص وعلى الحدود الشمالية مع تركيا.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» أنّ بريطانيا أصدرت إشارة واضحة عن استعداد الغرب لتسليح المتمردين السوريين في غضون أشهر، بعد فوزها في المعركة الدبلوماسية لضمان قيام الاتحاد الأوروبي بمراجعة الحظر الذي يفرضه على تسليحهم في مطلع العام المقبل. ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم الحكومة البريطانية قوله «هذا القرار يبعث برسالة قوية إلى النظام السوري، بأنّ كل الخيارات لا تزال على الطاولة».
في السياق، قال مسؤولون أميركيون إنّ إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس احتمال التدخل بشكل أعمق في سوريا. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين حكوميين على صلة بالمناقشات، أنّ إدارة أوباما تأمل أن يكون الصراع في سوريا وصل إلى نقطة تحول، وهي تدرس القيام بتدخل أعمق للمساهمة في تنحية الرئيس السوري عن السلطة. وأشاروا إلى أنّه على الرغم من عدم اتخاذ أيّ قرار بعد، تدرس الإدارة الأميركية عدة بدائل، من ضمنها تزويد بعض المقاتلين المعارضين بالسلاح مباشرة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)