رام الله | رافق الغموض عملية أخذ عينات من رفات الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، أمس، اذ جرى أخذ العينات من دون استخراج الجثمان كما أُعلن سابقاً، وحُجبت الرؤية عن محيط القبر بعد إغلاقه، وأُلغيت المراسم الرسمية التي أُعلن عنها سابقاً سواء للاستخراج أو لإعادة الدفن، لكن المسؤولين الفلسطينيين عن التحقيق أكدوا أنه لم تمس الرفات الا أياد فلسطينية، مطمئنين بذلك معارضي فتح الضريح. وأشاروا إلى أن نتيجة الفحوصات ستظهر في غضون ثلاثة أشهر. وأصدر رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية الخاصة باستشهاد الرئيس ياسر عرفات، اللواء توفيق الطيراوي، بياناً عقب إغلاق الضريح جاء فيه «لقد سارت الأمور المتعلقة بأخذ العينات من جثمان الشهيد ياسر عرفات حسبما هو مقرّر، وقد أخذ الخبراء الروس والفرنسيون والسويسريون العينات المطلوبة من الجثمان دون رفع الرفات من مكانها، بموافقة وإجماع الخبراء». وأضاف «بما أن الجثمان لم يرفع من مكانه، فقد ألغيت مراسم إعادة الدفن واستعيض عنها بوضع أكاليل من الزهور من جانب أعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية والقيادة الفلسطينية».
وعقد الطيراوي مؤتمراً صحافياً في مقر المقاطعة، أكد فيه أن كل ما جرى كان بأمر من النيابة العامة الفلسطينية، وبشكل قانوني، وأن أخذ العينات تم بأيد فلسطينية وهي من نقلت العينات للخبراء الأجانب. وكان أخذ العينات قد بدأ عند الساعة الخامسة صباحاً، حيث تم تجنب استخراج رفات الشهيد عرفات كاملا، وقام الفريق الطبي الفلسطيني بأخذ عينات فقط من الرفات، وتم اعادة اغلاق الضريح.
بدوره، أكد رئيس اللجنة الطبية الفلسطينية في التحقيق بظروف وفاة الشهيد عرفات، عبد الله البشير، أن نتائج الفحص تحتاج الى 3 أشهر من اليوم الذي أُخذت فيه العينات. وقال إن الجانب الفلسطيني أبلغ الخبراء الدوليين البحث في كافة انواع السموم. وأضاف أن «مادة البولونيوم هي مادة سمية تملكها الدول التي تتعامل بالمفاعلات النووية، لكن وتفادياً لعدم اكتشاف هذه المادة فقد طلبنا من خبراء الوفود الثلاثة البحث عن كافة انواع السموم الأخرى».
على المستوى الشعبي، أكد المواطن محمد أبو علان أنه «مع قضية فتح قبر الرئيس لمعرفة الحقيقة، وأنتظر معرفة سبب الوفاة، لكن السؤال لماذا لم تشرح الجثة في حينة؟». وهو ما اتفق معه خضر بندك، الذي تحدث لـ«الأخبار» بالقول «عرفات رمز للفلسطينيين ومن حقهم معرفة حقيقة موته، واذا كانت اسرائيل خلف موته فعلينا أولاً أن نتأكد، وثانياً أن تتحمل المسؤولية عن فعلتها». لكن ممدوح حمامرة خالف رأي مواطنيه أعلاه، وقال «كان من المفترض فتح التحقيق في كيفية توصيل السم للشهيد ابو عمار، وليس فتح القبر للتأكد، لأنه بات معلوما لدى الجميع انه مات بالسم».
وتساءل نضال دنون «إذا كان العلم متطوراً لدرجة أخذ العينات بعد فترة طويلة من الوفاة، فكيف بالعلم طلبوا فتح قبر الرئيس واستخراج الجثة ثم اكتفوا بفتحه فقط دون استخراج الجثة؟ ما قد يعني أن القضية أكبر من استخراج الجثمان».
وكانت القيادة الفلسطينية قد أغلقت المنطقة المحيطة بضريح «أبو عمار» حيث تمت عملية أخذ العينات بشكل مغلق وبعيد عن الإعلام، بعدما أُوقفت زيارات العامة للضريح. واُغلق الضريح من كافة جوانبه بأكياس بلاستيكية زرقاء، ووُضع علم فلسطيني ضخم على مدخله، كي يتمكن الخبراء السويسريون والروس والفرنسيون من السير والتنقل تحته عند دخول الضريح والخروج، فيما سمح للمصورين بالتقاط صور للضريح من على مسافة 400 متر.




أعلن رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اللواء، توفيق الطيراوي (الصورة)، أن السلطة الفلسطينية ستتوجه الى محكمة الجنايات الدولية في حال ثبت تسمم عرفات.
وقال الطيراوي في مؤتمر صحافي عقب حصول خبراء دوليين على عينات من رفات عرفات «في حال ثبت تسمم عرفات، فاننا سنتوجه الى المحكمة الدولية». وأضاف «وهذه ستكون القضية الأولى لفلسطين بعد حصولها على الاعتراف الدولي بدولة غير كاملة العضوية».
وأضاف الطيراوي «سننتظر نتيجة التحقيق، ونحن لا نتهم احدا لغاية الآن، ولكن مهما كانت النتيجة سلبية أم ايجابية سنتابع البحث لمعرفة حقيقة وفاة الرئيس الراحل».