بعد طلب الاعتراف بالائتلاف المعارض الجديد، طلب رئيس الائتلاف، أحمد معاذ الخطيب، من أنقرة تقديم الدعم العسكري لمقاتلي المعارضة، محذّراً من ضيق الوقت، فيما توسّعت سيطرة المعارضة المسلحة على ريف محافظة حلب، بعد السيطرة على سدّ تشرين على نهر الفرات. كذلك تصاعدت حدّة القصف على قرى ريف دمشق وبلداته. وطلب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية»، أحمد معاذ الخطيب، من تركيا تقديم المزيد من الدعم العسكري لمقاتلي المعارضة، لافتاً إلى أنّ الحاجة الأكثر إلحاحاً هي للصواريخ المضادة للطائرات. وقال الخطيب، في مقابلة صحافية، إنّ «العائق الأساسي أمام المقاتلين (المنتمين إلى المعارضة السورية) هو الطائرات. إنها تهاجم الناس في كل مكان. وإن كان هناك شيء يمكننا فيه مساعدتهم، فسيكون ذلك رائعاً، ونحن نطالب بهذا بشكل خاص». وأضاف أنّ الدعم العسكري، الذي بدأ قبل 20 شهراً، ليس كافياً أبداً، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة العسكرية السريعة لمنع حصول انتصار كامل لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتابع: «لقد ترك المجتمع الدولي المقاتلين السوريين وحدهم لسنتين من دون أيّ دعم حقيقي. نحن ننتظر، لكن الوقت قصير جداً. وفي حال عدم تقديم الدعم السريع، قد تحدث تغييرات في كل منطقة». وأشار الخطيب إلى أنّ المعارضة السورية تشكر تركيا على المساعدة التي قدمتها في كل المجالات، بما فيها المساعدة العسكرية.
وأشار الخطيب إلى أن الائتلاف الجديد، الذي يقوده، له علاقات «جيّدة» مع «المجلس الوطني السوري»، مضيفاً: «نعمل مع المجلس الوطني السوري. قد يكون للمجلس الوطني السوري مشكلات سابقة، لكنها أنتجت الكثير من الإيجابيات أيضاً. إن التعاون معهم حالياً جيّد. الكلّ عمل بجهد لإنشاء الائتلاف». وأضاف: «بات اليوم لدينا موقف موحّد. هذا سيساعدنا على حلّ المشكلات الموجودة بين يدينا».
ميدانياً، نجح المقاتلون المعارضون، خلال الساعات الماضية، في أن يقطعوا عملياً الطرق التي تربط محافظة الرقة بمدينة حلب، بعد استيلائهم على سدّ استراتيجي على نهر الفرات، فيما تواصلت العمليات العسكرية في دمشق ومحيطها.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ «مقاتلي الكتائب الثائرة سيطروا على سدّ تشرين والأبنية المحيطة به في ريف حلب بعد اقتحامه، إثر اشتباكات مع القوات النظامية وحصار للمنطقة دام أياماً عدة». وأوضح المرصد أنّ «الاستيلاء على السد خطوة مهمة جداً، لأنها تعني عملياً قطع كل الطرق التي تصل الرقة بحلب أمام الجيش»، مشيراًَ إلى أنّ هناك «طريقاً صغيرة باقية تجتاز النهر، لكنها صعبة ووعرة جداً».
في محافظة ريف دمشق، قتل تسعة أشخاص جراء القصف، الذي تعرضت له بلدات المعضمية، والزبداني، وجديدة عرطوز، ومنطقة الريحان وغيرها. ومنذ ثلاثة أيام، تركزت العمليات العسكرية والخسائر البشرية في العاصمة ومحيطها، حيث تحاول القوات النظامية القضاء على معاقل المقاتلين المعارضين. في ريف إدلب، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي «تحاول اقتحام مدينة معرة النعمان من مدخلها الجنوبي، وذلك إثر محاولات فاشلة لاقتحامها خلال الأيام الفائتة»، بحسب المرصد.
من ناحية أخرى، قصفت طائرة حربية بلدة أطمة في شمال غرب سوريا، مستهدفةً مقراً للقيادة المشتركة للمجالس العسكرية المعارضة للنظام، من دون وقوع ضحايا، بحسب ما أفادت به وكالة «فرانس برس». وقال شهود إنّ الطائرة ألقت ستّ قنابل على الأقل في مناطق سكنية، وعلى مقربة من مدرسة تضمّ مقر القيادة المشتركة، ومقراً آخر للواء «صقور الشام» المقاتل ضد النظام. ونفذت طائرة حربية غارة على محيط أطمة، وعلى معبر باب الهوى الحدودي الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون.
من جهتهم، قال مقاتلو المعارضة السورية إنهم سيطروا، أول من أمس، على قاعدة لطائرات الهليكوبتر شرقي دمشق. وقال نشطاء إنّ مقاتلي المعارضة دمروا طائرتي هليكوبتر وأسروا 15 فرداً. ويحكم مقاتلو المعارضة قبضتهم على أراضٍ زراعية ومناطق حضرية شرقي وشمالي شرقي دمشق، بينما تجري معركة شرسة منذ أسبوع في ضاحية داريا قرب الطريق السريع الرئيسي الجنوبي.
في سياق متصل، أفاد دبلوماسي غربي بأنّ الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال صاحب اليد العليا. وأضاف الدبلوماسي: «سيسمح الجيش بسقوط مواقع هنا وهناك، لكنه لا يزال يمكنه بسهولة حشد قواه لردّ المتمردين على أعقابهم حينما يرى خطراً». وتابع: «يفتقر مقاتلو المعارضة إلى الدعم الدولي بشكل كبير ولا يمتلكون الإمدادات اللازمة للاستمرار في القتال، وخاصة في دمشق».
في غضون ذلك، أعلن ضبّاط منشقّون عن الجيش السوري تأسيس «تجمّع الضباط الأحرار» بهدف «وضع الأسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد»، مشيرين إلى نيّتهم التعاون مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وجاء ذلك في شريط فيديو نشر على الشبكة العنكبوتية، يظهر فيه عشرات الضباط في قاعة مغلقة، وضابط يتلو بياناً. وقال البيان: «قرّرنا نحن ضبّاط سوريا الأحرار إعلان تأسيس تجمّع الضبّاط الأحرار بقيادة العميد محمود أيوب، الذي سيضمّ كافة الضباط العاملين في الجبهات، وسيكون هذا التجمّع النواة الحقيقيّة للجيش السوري الجديد مستقبلاً».
إلى ذلك، قالت وكالة «غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) إنّها بحاجة إلى 53 مليون دولار لعملياتها في سوريا، مؤكدةً أنّ ما بين 300 إلى 500 ألف لاجئ فلسطيني هناك تأثروا بالنزاع، وبحاجة إلى مساعدة إنسانية.
وقال المفوض العام لـ«أونروا»، فيليبو غراندي، إنّ «ميزانية الوكالة تبلغ 600 مليون دولار، وما زلنا بحاجة إلى 68 مليون دولار تشكّل عجزاً للعام المقبل إن لم نؤمنها».
من جهة أخرى، توفي خمسة سوريين في مستشفى في جنوب تركيا متأثّرين بجروح أصيبوا بها في أعمال العنف، التي تشهدها سوريا. وذكرت وكالة «الأناضول» التركية أنّ خمسة سوريين، كانوا ضمن 19 جريحاً نقلوا إلى تركيا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، من مدينة حلب، توفوا في مستشفى بولاية كيليس الجنوبية الحدودية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)