أصبحت أنقرة على بعد «مرحلة» قبل أن تطلب رسمياً نشر نظام باتريوت الصاروخي على أراضيها، فيما اتهم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي أنقرة بإرسال جهاديين إلى سوريا لمحاربة الأكراد، في حين تتواصل الاشتباكات العنيفة في مناطق مختلفة من سوريا. وأعلن وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أنّ أنقرة أصبحت في «المرحلة الأخيرة» من المشاورات قبل أن تطلب رسمياً من حلف شمالي الأطلسي نشر صواريخ باتريوت لحماية حدودها مع سوريا. وقال إنّ الدول الأعضاء في الحلف وافقت على تزويد تركيا بنظام باتريوت الصاروخي. وأضاف أنّ صواريخ باتريوت «إجراء احتياطي للدفاع بشكل خاص»، مضيفاً «سنقدّم الطلب الرسمي في أسرع وقت ممكن». في المقابل، اتهم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، ونائب المنسّق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة، صالح مسلم محمد، تركيا بإرسال جهاديين إلى سوريا لمحاربة الأكراد، وكشف أنها عرضت تقديم كافة أشكال الدعم للهيئة مقابل تخليها عن حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي. وقال «إنّ تركيا تمارس دوراً تخريبياً في الأزمة السورية، وتعمل على منع ظهور أي مكوّن ديموقراطي فيها، وخاصة العنصر الكردي، وإبعاده عن أي استحقاق سياسي يتعلق بحقوقه في سوريا». وأقرّ بأن حزبه «يفخر بتأثره بفلسفة أوجلان»، فيما نفى أن تكون له أيّ علاقة بحزب العمال الكردستاني.
ميدانياً، قتل أربعة أشخاص جراء قصف من القوات النظامية على حيّ الحجر الأسود في دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتحدث المرصد عن إطلاق نار في حيّ القدم المجاور له. وأفاد أنّ القصف تجدّد على الأحياء الجنوبية من العاصمة.
في ريف دمشق، الذي يشهد تصاعداً في العمليات العسكرية، قتل ثلاثة مقاتلين معارضين جرّاء قصف تعرضت له حرستا من القوات النظامية التي اشتبكت مع المقاتلين المعارضين في المدينة، بحسب المرصد، في وقت تعرّضت فيه مدينة دوما وبلدات عربين، والسبينة، ويلدا، وبيبلا للقصف، بحسب المرصد.
وفي محافظة حلب، تحدث المرصد عن «اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي»، تزامناً مع قصف مدفعي تعرضت له المنطقة.
في السياق، قالت مصادر من المعارضة السورية إن مقاتليها اجتاحوا القاعدة قرب الحدود مع تركيا. وأضافت المصادر أنّ أكثر من نصف المجمع في منطقة الشيخ سليمان سقط في أيدي مقاتلي المعارضة مع اندلاع اشتباكات شرسة في الموقع. وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المقاتلين المعارضين على الفوج 46 في ريف حلب الغربي.
في موازاة ذلك، خاضت القوات السورية مدعومة بالدبابات معارك لطرد مقاتلي المعارضة من معقل لها في إحدى ضواحي دمشق، في أعنف قتال تشهده العاصمة منذ شهور. وذكرت مصادر في المعارضة أنّ قوات النخبة من الحرس الجمهوري مدعومة بالدبابات هاجمت معقل المعارضة في داريا، وواجهت مقاومة شرسة من مقاتلي المعارضة الذين تشبّثوا بمواقعهم رغم القصف الجوي المستمر منذ أيام.
من ناحية أخرى، سقطت قذيفتا هاون على مبنى وزارة الاعلام السورية في غرب دمشق، واقتصرت أضرارهما على الماديات، بحسب ما أفادت وكالة «سانا». وقالت الوكالة إنّ «ارهابيين استهدفوا بقذيفتي هاون مبنى دار البعث للصحافة والنشر على أوتوستراد المزة في دمشق، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية بالمكان، دون وقوع ضحايا أو إصابات بين المواطنين».
إلى ذلك، قتل تسعة أشخاص من عائلة واحدة في جنوب مدينة حلب على أيدي مقاتلين معارضين، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)