رام الله | لم تقتصر الأحداث في الضفة الغربية أمس على مواجهة الاحتلال فقط، بل ذهبت أبعد من ذلك بكثير فلسطينياً، وتجلّت في مبادرة من قيادات حركات فتح وحماس والجهاد والتنظيمات الأخرى، في مدينة رام الله، أعلنت الوحدة وإنهاء الانقسام الفلسطيني، فيما سقط شهيدان في الضفة وآخر في الخليل. وأعلنت مصادر طبية استشهاد الشاب رشدي محمود حسن التميمي (28 عاماً) من قرية النبي صالح بمحافظة رام الله، متأثراً بجراحه التي أصيب بها السبت الماضي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال. وفي مستوطنة عوفرا قرب رام الله، دهس أحد المستوطنين الناشط عبد الله أبو رحمة بسيارته أمس وقتله، وذلك بعدما أغلق نشطاء من المقاومة الشعبية مدخل المستوطنة بالجنازير الحديدية. وخلال مواجهات في الخليل، استُشهد شاب فلسطيني آخر أمس.
وفي تظاهرة مركزية على دوار المنارة وسط مدينة رام الله ضمّت الآلاف من المواطنين، أُعلن إنهاء حالة الانقسام، والتوحد ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب أعلن إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، بحضور ممثلين عن كافة القوى الوطنية، منها حماس والجهاد الإسلامي.
وتجددت المواجهات العنيفة في مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية من دون استثناء، فيما نفّذ نشطاء المقاومة الشعبية عمليات قطع للطرقات الإسرائيلية، وتقطيع للسياج الشائك للجدار العنصري قرب رافات.
ففي بيت لحم، اندلعت مواجهات عنيفة في منطقة قبر حلوة قرب قرية دار صلاح، بين طلبة المدارس وقوات الاحتلال، فيما أصيب شاب بقنبلة غاز في رأسه، ونُقل إلى مستشفى بيت جالا الحكومي.
واندلعت مواجهات أخرى على المدخل الشمالي لبيت لحم (قبة راحيل)، حيث رشق مئات من طلبة المدارس والمخيمات المحيطة (عايدة والعزة) قوات الاحتلال بالحجارة، التي تصدت لهم بقنابل الغاز والأعيرة المطاطية، حيث سقطت عشرات الإصابات، فيما اتسعت المواجهات وامتدت لتصل إلى مخيم عايدة وبلدة الخضر جنوباً.
قوات الاحتلال اعترضت الصحافيين الذين حاولوا تغطية أحداث بيت لحم، حيث أوقفوا سياراتهم وصادروا مفاتيحها ومنعوهم حتى من الوصول سيراً على الأقدام لتغطية الأحداث.
وبينما كانت المواجهات العنيفة تدور في كل محيط رام الله من مداخلها الأربعة، من عوفر إلى قلنديا حتى عطارة ومستوطنة بيت إيل، فاجأ نشطاء المقاومة الشعبية جنود الاحتلال ومستوطنيه وقطعوا أكثر من 30 متراً من الأسلاك الشائكة في جدار الفصل العنصري قرب قرية رافات، ورفعوا العلم الفلسطيني عليه.
وفيما استشهد فلسطيني متأثراً بجراح أصيب بها قبل أيام في قرية النبي صالح، أحرق الفلسطينيون سيارة للمستوطنين على طريق اللبن قرب رام الله، إثر رشقها بالزجاجات الحارقة، ما أدى إلى اشتعالها بالكامل.
وفي القدس المحتلة، اتسعت رقعة المواجهات، وامتدت إلى جبل المكبر الذي شهد مواجهات هي الأعنف منذ انتفاضة الأقصى، حيث أصيب شاب بالرصاص المطاطي وآخرون بحالات اختناق بسبب الغاز المدمع والسام، فيما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على مراسلة إذاعة «راية» المحلية في القدس منى حسن، أثناء تصويرها للمواجهات.
كذلك أصيب شاب في رقبته في بلدة سعير شرقي الخليل في مواجهات مع الاحتلال، وأصيب جندي إسرائيلي من جنود الاحتلال في مواجهات على مدخل بلدة بيت أمر شمالي مدينة الخليل، وأصيب مواطنان بالرصاص الحي في منطقة البطن في المواجهات مع الاحتلال.
واندلعت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال في شارع نتانيا غرب طولكرم، وسقطت عشرات الإصابات في قلقيلية برصاص الاحتلال خلال مواجهات عنيفة جداً اندلعت في المدينة، وإحدى الإصابات حرجة جداً.
وفيما اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالضرب على أربعة فلسطينيين خلال مواجهات على حاجز بيت فوريك العسكري قرب نابلس، شهد حاجز حوارة هو الآخر مواجهات عنيفة، استخدم فيها الجيش الغاز السام والرصاص المطاطي.
المستوطنون المتطرفون استغلوا الموقف كعادتهم، فأحرقوا سيارة لأحد مواطني بلدة سنجل، قرب رام الله، وكتبوا شعارات عنصرية بالقرب من السيارة.
وحاولت مجموعة أخرى من المستوطنين إحراق مسجد «الرباط» في قرية عوريف القريبة من نابلس. هذا ما أكده مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ «الأخبار».
وأوضح دغلس أن المستوطنين أحرقوا ودنّسوا خلال العامين الماضيين أكثر من خمسة مساجد في محافظة نابلس وحدها، أضف إلى ذلك مساجد بيت لحم ورام الله، وكنائس
القدس.
وقال الناشط فارس عاروري لـ«الأخبار» إن «ما يجري في الضفة ينقسم إلى قسمين، الأول هو أن تكون الأمور ردّ فعل وبالتالي مجرد زوبعة في فنجان، زوبعة تنتهي بمجرد انتهاء العامل المُحفّز، أي بانتهاء العدوان على غزة، أو أن تتصاعد باتجاه حملة شعبية ذات مطالب واضحة ومستقلة، مثل ما تصاعدت الأمور في بلاد أخرى».