علقت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن كتائب القسام، التي تبدي انضباطاً كبيراً وحرفية متنامية في أدائها، هي «أنموذج في قدرة حماس في الموازنة بين تاريخها كحركة مقاومة ودورها كسلطة حاكمة في غزة منذ 2007». وتابعت الصحيفة تقول إن غالبية مقاتلي كتائب القسام موظفون ولديهم مهن روتينية يؤدونها خلال النهار، بينهم الضباط في قوات الشرطة، والأساتذة الجامعيون والموظفون في المكاتب. وأضافت أن كتائب القسام توسعت ونضجت تحت قيادة الشهيد أحمد الجعبري الذي اعتمد نظام تدريب وهيكل قيادة واضحين، بالإضافة إلى تنامي ترسانتها العسكرية وتمويلها المتزايد من دول في المنطقة، بينها سوريا وإيران والسودان ومصادر أجنبية أخرى. وقالت «نيويورك تايمز»: مع ذلك تبقى القسام «مؤسسة جهادية أصولية تشبه في ثقافتها وأهدافها أهداف خلايا ميليشيات مسلحة في المنطقة». وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، شاؤول ميشال، إن «المنطلق هو أن لدينا دولة داخل دولة ومؤسسات داخل مؤسسات، وأن هناك تقسيم عمل»، مضيفاً أن «حماس قد تحلم بأن تكون دولة والقسام تتوهم بأنها جيشها، لكن في النهاية أعتقد أنها ترى نفسها جزءاً من جماعة. فالحدود متماهية بين النشاطات السياسية والعمليات العسكرية». أما أستاذ الصحافة والعلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة، عدنان أبو عامر ،فقال: «لم يعد سراً أن كتائب القسام هي صاحبة الكلمة الأخيرة في غزة، ومن لديه صلة بمسؤول عسكري في كتائب القسام يعتبر نفسه كمن يحمل جوازاً دبلوماسياً يفتح له كل الأبواب». وأضاف أن غالبية المقاتلين ينضمون إلى كتائب القسام في سن 16 أو 17 ويمضون نحو عام في التثقيف الديني والإعداد الأمني، وأخيراً التدريب القتالي قبل الخضوع لمراسم العضوية السرية، حيث يقسم العضو الجديد على المصحف. أما مؤلف كتاب «حماس في مواجهة فتح: الصراع على فلسطين»، جونثان شانزر، فشدد على أن الكتائب مرت بأربع مراحل مكنتها خلالها من الوصول إلى الوضع الموجودة فيه حالياً. وأوضح أن بمقتل الجعبري، الذي كان شخصية كاريزماتية واسعة النفوذ بين قيادات حماس في غزة وخارجها، «اختل توازن القيادة في حماس»، مرجحاً أن «يُحدث ذلك تغييراً في صفوف الحركة». وأوضح شانزر أن كتائب القسام تعمل كـ«تنظيم لامركزي، بمعنى أنها تعمل في خلايا، وإذا قُطع الرأس فإنها تجد دوماً قادة جدداً يصعدون إلى القمة».