فيما تشهد الساحة السياسية في الكويت تأزماً غير مسبوق بين السلطة والمعارضة، جدد أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، دعوته إلى صون تجربة بلاده البرلمانية، مقرّاً بأنه «تشوبها بعض المثالب». وقال أمير الكويت، أول من أمس، لمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ50 للتصديق على الدستور الكويتي، «عشنا زهاء خمسة عقود من العمل البرلماني بما حملته من نتائج وممارسات بحلوها ومرها، ولكي نقطف ثمار مسيرتنا البرلمانية علينا أن نصون تجربتنا بالتقييم الموضوعي والنقد الذاتي البناء، فليس عيباً أن تشوبها بعض المثالب». وأضاف «لكن العيب في تجاهل تلك المثالب والتهاون في إصلاحها والتخلص منها». وبعدما أشار إلى «أننا نتفهّم الاختلاف حول سبل إصلاح أمورنا»، أضاف «نتقبل النقد والنصح للارتقاء بمؤسساتنا، كما نرحّب بل ندعو إلى المساءلة والمحاسبة لأي مسؤول عن أي خلل أو قصور أو اعتداء على المال العام أو انتهاك القانون وتجاوزه».
وأشار إلى أنه «بصوت العقل نعالج مشاكلنا»، معتبراً أن «تأمين مسيرتنا الديموقراطية يتطلب الاتزان في تعاطي الأمور بالحكمة والروية وحسن التقدير والبعد عن الانفعال والتهور».
وفي موازاة تأكيده «ثقتنا بحسن نوايا الجميع وحقهم في التعبير عن رأيهم»، نبّه أمير الكويت إلى «أننا لسنا وحدنا في الميدان، وهناك مصالح وأهداف وغايات لأعداء هذا الوطن نربأ بأن يكون أبناؤنا أدوات ووقوداً لها من دون أن يعلموا».
ودعا الى «أن نتباصر حول المستفيد الأكبر من تعريض البلاد للفوضى والقلاقل، ونتساءل أين تصب نتائج هذه الفوضى في المحصلة النهائية».
وشدد على «أن التحدي الأكبر والأهم هو تحدي الديموقراطية. فالديموقراطية التي نريد تعزز الأمن ولا تقوّضه. والحريات التي نرغب تكرس الاستقرار ولا تهدده. توحد الصف ولا تفرقه». وأشار إلى أنه «لن يكون الأمن والاستقرار بديلاً للحرية والديموقراطية، بل هما صنوان متلازمان». في هذه الأثناء، أفرجت السلطات الكويتية عن الشيخ عبد الله سالم الصباح والشيخ نواف مالك الصباح، وهما عضوان في أسرة آل الصباح الحاكمة، كانا أوقفا بسبب تغريدات اعتبرت مسيئة للحكومة. وقال الشيخ عبد الله سالم الصباح، عقب إفراج السلطات عنه، عبر حسابه على «تويتر»، «طلبت منهم تحويلي الى النيابة حتى أبرّئ نفسي من الاتهامات المفجعة، لكن أصرّوا على توقيعي بتعهّد فقط وإخلاء سبيلي».
وأوضح الشيخ عبدالله أنه تم التحقيق معه بتهمة إهانة الأمير والتحريض على نظام الحكم، لكنه استنكر هذه الاتهامات.
من جهته، أكد خالد الصويفان، محامي الشيخ نواف، الإفراج عن موكله دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
(يو بي آي، أ ف ب)