هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، بأن إسرائيل تدرس «سبل وأوان الرد» على انفجار نفق مليء بالمتفجرات أول من أمس، على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، أُصيب فيه جندي بجروح طفيفة، فيما أكّد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، إسماعيل هنية، أن دولة الاحتلال تمارس إرهاب الدولة عبر شن هجوم على مصنع اليرموك في السودان وتدميره.وقال باراك، في تصريح علني نادر عن الوضع في غزة، إن «إسرائيل تدرس بجدية شديدة انفجار النفق على حدود قطاع غزة في جنوب كيسوفيم (وسط القطاع)». واضاف أن «اسرائيل تعتبر حماس مسؤولة عن الحادث وتدرس سبل الرد وأوانه».
وأُصيب جندي اسرائيلي بجروح طفيفة في انفجار نفق بالقرب من السياج الأمني بين اسرائيل وقطاع غزة، بحسب المتحدثة باسم الجيش، افيتال ليبوفينز. وبعدها توغلت مجموعة من الجنود الإسرائيليين بعمق 200 متر داخل قطاع غزة في منطقة ملاصقة للسياج الأمني لتفكيك عبوات ناسفة وضعها فلسطينيون، بحسب المتحدثة، مضيفة أن الانفجار وقع بينما كان الجنود يستعدون عند عودتهم لإصلاح قسم من السياج تعرض لأضرار. وقالت إن «هذا النفق هو من أهم الأنفاق التي اكتُشفت في السنوات الأخيرة، وكانت فيه كمية ضخمة من المتفجرات. وأحدث الانفجار فجوة عمقها خمسة أمتار وعرضها أربعة أمتار». وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة «حماس»، مسؤوليتها عن «تفجير عبوة ناسفة بقوة صهيونية متوغلة مع الآليات شرق خان يونس، وذلك في تمام الساعة الثامنة من مساء الخميس، ما أدى إلى إصابة جندي» إسرائيلي.
ولم يستبعد عسكريون اسرائيليون أن تكون العملية تهدف الى أسر أحد الجنود، في عملية مشابهة لأسر الجندي جلعاد شاليط. وبحسب ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد فُجّر نفق ضخم يحتوي على مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، بالقرب من قوة عسكرية عملت في منطقة الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، جنوبي كيسوفيم. وقدرت تقارير إسرائيلية أنه مُنع تنفيذ عملية ضخمة، وأنه منذ أسابيع فُجِّرت ثلاث عبوات بالقرب من الأسلاك الفاصلة مع القطاع، ونتيجة ذلك قرر قائد المنطقة الجنوبية، العميد ميكي أدلشتاين، تنفيذ عمليات بحث عن عبوات أخرى.
وعقب التفجير، شنّ طيران الاحتلال غارة أدت الى استشهاد فتى فلسطيني. في المقابل، أُطلق صاورخان من قطاع غزة وسقطا في منطقة اشكول. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي انهما «لم يسببا إصابات أو أضراراً».
من جهة ثانية، استنكر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف مصنع اليرموك للتسليح في السودان. وقال إن «إرهاب إسرائيل يتخطى الحدود ولا يتوقف عند استهداف فلسطين لخروجه عن القانون الدولي». واستغرب «الصمت العربي عن استهداف دولة عربية شقيقة تدفع الثمن لتمسكها بقضايا الأمة العربية وفي مقدمتها فلسطين»، مؤكداً تضامن حكومته الكامل معها بكل ما أوتيت من إمكانات سياسية وإعلامية. وقال: «رغم البعد الجغرافي بيننا وبين السودان، إلا أنّها لم تتخل عن التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني منذ الانتفاضة الأولى وطوال مسيرة نضال شعبنا». وأضاف أن حكومته لن تتخلى عن السودان والدول العربية وشعوبها جمعاء، «وتتمثل مسؤولياتنا تجاه الأمة في ثباتنا وصمودنا على أرضنا وعدم تنازلانا أو اعترافنا بالاحتلال».
وانتقد هنية تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخيرة للتلفزيون الإسرائيلي التي تخلى فيها عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، وقال: «إذا كان هناك أحد يقول إن صفد بلدي ولن أعيش فيها، فإنني أقول له إنّ الجورة وعسقلان بلدي وسأعيش فيها بإذن الله».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)