تابع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقاءاته في القاهرة، حيث اجتمع مع الرئيس المصري محمد مرسي، ثمّ مع نظيره محمد كامل عمرو، في وقت انتقدت فيه طهران ودمشق اجتماعات المجلس الوطني السوري في الدوحة، بالتزامن مع اشتباكات وتفجيرات عنيفة شهدتها عدة مناطق سورية.
والتقى سيرغي لافروف بالرئيس المصري محمد مرسي، وأيّد لافروف مبادرة مرسي لاستئناف اجتماعات «مجموعة الاتصال الرباعية» لمحاولة حلّ الأزمة السورية. ورأى أنّ «هذه المبادرة ستصحّح الأخطاء التي ارتكبت خلال مؤتمر جنيف، حيث لم توجّه الدعوة للسعودية وإيران لحضور هذا المؤتمر، ونحن نعتبر ذلك خطأ». وفي مؤتمر صحافي، بعد مباحثاته مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في القاهرة، أكد لافروف أن الأعضاء الخمسة في مجلس الأمن ملتزمة دفع الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة إلى قبول وقف اطلاق النار، والشروع في مفاوضات سلمية. ورأى أنّه «لسنا نحن الذين نملك تأثيراً حاسماً على المعارضة» السورية، مضيفاً: «أعتقد أنّ الذين يتمتعون بهذا التأثير لا بدّ أن يبذلوا الجهد لتنفيذ اتفاقيات جنيف ومبادئها».
في السياق، قال لافروف: «نحن لا نجري أبداً أيّ مباحثات سرية في مصير دول ثالثة. ولم تكن لدينا أيّ اتصالات سرية مع الأميركيين أو غيرهم بشأن صفقة تخصّ مصير بشار الأسد». وقال إنّ موسكو تقدّم السلاح لسوريا بموجب التزامات تهدف إلى تحقيق أغراض دفاعية في مواجهة المخاطر الخارجية، لا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وكان الوسيط العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي قد دعا، بعد لقائه لافروف أول من أمس، القوى العالمية إلى إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يقوم على أساس اتفاق جنيف. وأضاف: «هذا الدم الذي يسيل دم أبرياء في معظم الأحيان لن يؤدي إلى انتصار أيّ من الطرفين... ليس هناك حلّ عسكري للأزمة السورية».
في غضون ذلك، تابع المجلس الوطني السوري اجتماعه في العاصمة القطرية، المخصّص لزيادة عدد الأعضاء وانتخاب «هيئة عامة جديدة». ودعت «لجان التنسيق المحلية»، في بيان، أيّ تشكيل سياسي جديد إلى أن يضع في أولوياته «توفير الدعم العسكري المنظم للثوار، فضلاً عن الدعم الإغاثي بعيداً عن الولاءات الشخصية».
في هذه الأثناء، استنكر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد المحادثات التي تجريها فصائل المعارضة السورية في قطر، وقال: «عندما تخضع هذه المعارضات لأهواء إسرائيل، وأهواء الولايات المتحدة الأميركية، وأهواء الدول الغربية المعادية لشعب سوريا، فإن ذلك يعطي الأهداف الأساسية والحقيقية من خلف تظاهرات من هذا النوع لا تساهم إلا في تأجيج الأوضاع في سوريا». وأضاف أنّ «الحلّ في سوريا حدّده منذ وقت طويل سيادة الرئيس بشار الأسد، وهو أن تأتي كل هذه الأطراف إلى الحوار الوطني بدلاً من أن تجلس في فنادق».
بدورها، انتقدت إيران المؤتمر، مشيرةً إلى أنّ أيّ مؤتمر يحثّ على استمرار القتل يعدّ «خيانة للشعب السوري». كذلك انتقد مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بشأن سوريا، ووصفها بأنها «تدخّل في الشؤون الداخلية لسوريا». وأعرب عن قلقه لاتساع نطاق انعدام الأمن إلى دول الجوار السوري، وآثاره المدمّرة على أمن المنطقة.
ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إنّ ما لا يقلّ عن 20 من مقاتلي المعارضة لقوا حتفهم في هجوم جوي في محافظة إدلب. وذكر المرصد أنّ قائداً في المعارضة قتل أيضاً على الأرجح في الغارة الجوية، التي استهدفت بلدة حارم. وقال أحد النشطاء إنّه يدعى باسل عيسى، قائد لواء شهداء إدلب. كذلك شن الطيران الحربي غارة اخرى على بلدة كفرنبل في المحافظة نفسها، سببت مقتل 14 شخصاً على الاقل.
وأدى تفجير عبوة ناسفة في حيّ المزة في دمشق إلى مقتل أحد عشر شخصاً وإصابة العشرات بجروح، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان حصيلة القتلى، مشيراً إلى أنّ بين الجرحى ثمانية على الأقل إصاباتهم خطرة، بالإضافة إلى وقوع «أضرار مادية كبيرة» في مكان الانفجار. وأشار التلفزيون السوري إلى أنّ التفجير «ناتج من عبوة ناسفة زرعها ارهابيون في ساحة عروس الجبل المكتظة بالناس».
من جهة أخرى، أفاد المرصد عن مقتل خمسة أشخاص في سقوط قذيفة هاون قرب حافلة في شارع الثلاثين في مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، فيما ذكر التلفزيون الرسمي أنّ قذيفة اطلقت على الحافلة سبّبت مقتل سبعة اشخاص، متهماً «ارهابيين» بإطلاقها.
في ريف دمشق، أفاد المرصد عن قصف من الطائرات الحربية والدبابات طاول بلدات ومدناً، ما سبب سقوط قتلى وجرحى. وذكر المرصد أن القوات النظامية حاولت اقتحام مدينة دوما «وواجهتها مقاومة شرسة».
في موازاة ذلك، قال المرصد إنّ هجوماً انتحارياً بسيارة ملغومة أدى إلى مقتل 50 فرداً على الأقل من رجال الأمن السوريين، وقالت وسائل الاعلام السورية إنّ انتحارياً استهدف مركزاً للتنمية الريفية في سهل الغاب بمحافظة حماة، لكنّها أفادت عن مقتل شخصين.
إلى ذلك، شهدت دمشق وحلب اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. فقد تعرّض حيّ الحجر الأسود في جنوب العاصمة لقصف من القوات النظامية، تزامن مع اشتباكات في الحيّ، وحيّ التضامن الذي شهد حركة نزوح باتجاه مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بحسب المرصد.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)



حجاب يبحث في أنقرة تنظيم صفوف المعارضة

وصل رئيس الحكومة السوري المنشق، رياض حجاب، إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث أجرى محادثات مع وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو بشأن التطورات الأخيرة في سوريا. وذكرت وسائل إعلام تركية، أنّ لقاء حجاب وداوود أوغلو استمرّ لمدة ساعة في مقرّ وزارة الخارجية التركية. وأفاد مصدر دبلوماسي تركي بأنه بُحث في جهود إعادة تنظيم صفوف المعارضة السورية. وذكر المصدر أن حجاب وداوود أوغلو بحثا في الوضع الانساني المتدهور في سوريا، ومصير 110 آلاف لاجئ سوري يقيمون في مخيّمات في تركيا. ونقلت صحيفة «زمان» التركية، عن مصادر، أنّ حجاب كان قد زار اسطنبول في شهر أيلول الماضي، وأنّ داوود أوغلو على تواصل مستمرّ معه.
(أ ف ب، يو بي آي)


إغلاق مكتب مشعل

ذكرت وسائل إعلام عربية، أمس، أن الأجهزة الأمنية السورية اقتحمت جميع مكاتب حركة المقاومة الاسلامية «حماس» في سوريا، وأغلقتها بالشمع الأحمر. غير أن مصادر في الحركة أكدت لـ«الأخبار» أنّ ما أُغلق هو مكتب رئيس المكتب السياسي، خالد مشعل، مشيراً إلى «مضايقات» تتعرض لها المكاتب الأخرى، إضافة إلى مكاتب الجمعيات القريبة من الحركة.
(الأخبار)


«أصدقاء سوريا» يحطّ في طوكيو

أعلن مسؤولون يابانيون أنّ طوكيو ستستضيف مؤتمراً دولياً في وقت لاحق هذا الشهر، يهدف إلى زيادة الضغط على النظام السوري. وقال سكرتير الحكومة اليابانية، اوسامو فوجيمورا، إنّ «اللقاء يهدف إلى توسيع عدد الدول المشاركة في فرض العقوبات، وزيادة فاعلية الضغط على الحكومة السورية». من جهته، قال مسؤول في وزارة الخارجية إنّ المؤتمر سيضمّ مسؤولين حكوميين كباراً من دول «مجموعة أصدقاء سوريا»، التي تدعم المعارضة السورية.
(أ ف ب)