تحولت منصة الكنيست، أمس، إلى ساحة للكباش السياسي بين مختلف التيارات والقيادات السياسية، رغم أن المناسبة كانت إحياء الذكرى السنوية السابعة عشرة لمقتل رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين. أما انتخابياً فقد وافق حزب الليكود على قرار زعيمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، المفاجئ، تأليف قائمة انتخابية واحدة مع حزب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان القومي المتشدد «إسرائيل بيتنا».
وتمت الموافقة على هذا التحالف برفع الأيدي من جانب 3700 مندوب في مؤتمر «الليكود» عقدوا اجتماعاً أمس في تل أبيب، حسبما أفادت وكالة «فرانس برس». وفي الكنيست حافظ نتنياهو على نغمة رسمية أكثر من بقية المتحدثين، إذ أكد ضرورة عدم العفو أو مسامحة أي قاتل... مشيراً الى أن رابين أراد السلام من كل قلبه، ووقّع على اتفاقية أوسلو انطلاقاً من هذا الطموح العميق.
ولفت رئيس الحكومة الاسرائيلية إلى أنه منذ مقتل رابين سيطر على نصف الشعب الفلسطيني أتباع إيران، ويطمحون إلى السيطرة على النصف الثاني منه في الضفة الغربية.
واتهم نتنياهو السلطة بأنها لم تستكمل اتفاقية السلام مع إسرائيل، بل تضع شروطاً من أجل استئناف المفاوضات، وهو ما يزيد من حجم الصعوبات التي لا تغير الحاجة الى تحقيق سلام يرتكز على التعايش، والأمن والاعتراف المتبادل. وأقرّ نتنياهو بأن رابين شخَّص جيداً التهديد الإيراني منذ بداية تشكله وحذر منه.
لكن الكباش والردود المتبادلة ابتدأت عندما استفز رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين بعض الحاضرين من العمل وميرتس حين انتقد توقيع رابين على اتفاقية أوسلو، التي رأى أن التطورات أثبتت أنه كان «خطأً من الأساس وغير قابل للتنفيذ بين نهر الأردن والبحر»، في إشارة الى رفضه فكرة دولتين لشعبين على أرض فلسطين.
موقف رؤوبين دفع رئيسة العمل شيلي يحيموفيتش إلى إحداث تغيير في كلمتها التي توجهت إليه بالقول «روبي، الكلام الذي قلته هزّنا هزة شديدة إزاء التمزق الذي ما زال قائماً وسط الجمهور الإسرائيلي». ورأت أن «أي مواطن في إسرائيل لا يريد دولة ثنائية القومية».
أيضاً، كان لوزير الدفاع إيهود باراك نصيبه في الرد على ريفلين، إذ رأى أن تزامن الذكرى مع الانتخابات الاسرائيلية جعلها ضحية لها «وللانتخابات التمهيدية في حزب كبير ومهم»، في اتهام ضمني له بأنه يطلق هذه المواقف من أجل كسب تأييد التيارات المتطرفة داخل «الليكود».
ورأى أن «رابين فهم، على عكس الرئيس ريفلين، قوة الخطر الذي يتكوّن في ضوء الواقع الثنائي القومي، وكانت صهيونيته حقيقية». أما رئيس المعارضة شاؤول موفاز، فقد اختار مهاجمة التحالف بين «الليكود» و«إسرائيل بيتنا».