ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيليّة، في عددها الصادر أول من أمس، أنّ المصنع الذي قصفته الطائرات الاسرائيلية في اليرموك يعدّ من أبرز القواعد العسكرية الإيرانية التي تُصنع فيها أسلحة «خطيرة» تُنقل الى المقاومة في غزة وحزب الله في لبنان. وبحسب المحرر العسكري للصحيفة، إليكس فيشمان، فإن دولة الاحتلال «امتلكت معلومات أكيدة بشأن وجود قواعد عسكرية إيرانية في العاصمة السودانية الخرطوم، ومن أبرز هذه القواعد معسكر اليرموك الذي يتحكم عدد من القادة أو الخبراء الإيرانيين في عمله، الأمر الذي دفعها إلى ضرب هذا المعسكر الذي كان يصنع بعضاً من الأسلحة» التي وصفها فيشمان بالخطيرة على أمن إسرائيل، والتي كانت في طريقها إلى حركة «حماس» في غزة. وأشار إلى أن «الإيرانيين اختاروا إنشاء مركزهم اللوجستي الذي يديرون منه تهريب السلاح الى غزة وحزب الله في السودان»، وخصوصاً أن «تضييق المصريين على عبور السفن العسكرية الإيرانية ويقظتهم حيال التدقيق في السفن العابرة من القناة وإليها، دفعاهم إلى اختيار السودان، حيث يستطيعون الرسو في موانئه وتهريب السلاح برّاً منه». وبحسب الصحيفة، فإن إيران والسودان سعيا إلى التوقيع رسمياً على اتفاق للتعاون بينهما، وهو الاتفاق الذي تم التوقيع عليه منذ ما يقرب من أربع سنوات، والذي تم بمقتضاه إقامة مستعمرة عسكرية إيرانية مستقلة تماماً عن سلطة السودان في الخرطوم». وأشار فيشمان إلى أن الإيرانيين أقاموا في السودان مصانع للسلاح الخفيف والذخيرة. بدورها، أكدت مجموعة «ساتلايت سنتينيل بروجيكت» غير الحكومية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرّاً لها، أمس، أن الانفجار والحريق في مصنع الذخيرة السوداني اللذين وقعا الأسبوع الماضي نجما عن ضربات جوية على ما يبدو. وقالت المجموعة، التي أسسها النجم الاميركي جورج كلوني، إن صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية أظهرت ست حفر كبيرة يبلغ عرض كل واحدة منها 16 متراً في موقع مصنع اليرموك العسكري في العاصمة السودانية. وأشارت الى أن الحفر في موقع الانفجار تتطابق مع شكل الأضرار التي تنجم عن ذخائر تلقى من الجو، وأن صوراً التقطت بالاقمار الاصطناعية قبل أقل من أسبوعين من الانفجار تظهر حوالى 40 حاوية شحن متوقفة قرب المبنى، موضحة أن هذه الصور «تعني وجود شحنة تتّسم بقابلية كبيرة للانفجار في مركز الانفجارات».
وأوضحت المجموعة في بيانها أن «الأضرار الواضحة تشمل أسطحاً مدمرة ومتناثرة في المكان ونوافذ محطمة وجدران منهارة»، مشيرة الى أن الانفجار دمر بالكامل على ما يبدو المبنى.
وتسعى هذه المجموعة الى كشف وتوثيق جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية. وقالت إن هدفها هو القيام بمراقبة منهجية ونقل أي حوادث أمنية شاملة ممكنة عند وقوعها بالاعتماد على نظام للتصوير بالاقمار الاصطناعية، وتحليل المعطيات، ومصادر على الأرض.
(الأخبار)