طغت تساؤلات على الساحة الإسرائيلية عن الشراكة الانتخابية بين حزبي «الليكود» و«اسرائيل بيتنا»، برئاسة كل من رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية، افيغدور ليبرمان، وما إذا كانت ستزيد عدد مقاعد الحزبين؟ سؤال يبقى إشكالياً، ولن تُعرف الإجابة عنه، الا بعد خوض الانتخابات، وصدور النتائج.
وقد حاول كل من نتنياهو وليبرمان أن يربط قرار توحيد قائمتي حزبيهما، بالتحديات التي تواجهها إسرائيل، على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والاقليمية، وصولاً إلى التهديد النووي الايراني، إلا أن ذلك لم يُغطّ على حقيقة الدافع لدى نتنياهو، وهو تراجع مكانة حزبه في استطلاعات الرأي.
ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت»، أمس، عن مسؤولين في حزب الليكود قولهم، إن نتنياهو خشي من هروب ليبرمان بعد الانتخابات، بينما يريد ليبرمان أن يكون خليفة نتنياهو، على رأس المعسكر القومي اليميني المتشدد، ولذلك قررا اجراء الوحدة الانتخابية في هذه الفترة، مشيرة الى ان استطلاعاً للرأي أجراه حزب «إسرائيل بيتنا» أظهر له تراجع قوة «الليكود»، كما كشف أيضاً أن لائحة مشتركة بين (رئيس الحكومة السابق) إيهود اولمرت و(وزيرة الخارجية السابقة) تسيبي ليفني، إذا قررا الترشح، ستحصل على نحو 20 مقعداً، الامر الذي يمثل خطراً على كلا الحزبين.
ومع أن الهدف من توحيد القائمتين كان جمع أكبر عدد من الأصوات، فإن استطلاعات الرأي جاءت بنتائج عكسية، فبحسب استطلاع نشرته القناة الثانية في التلفزيون العبري، سيحصل تحالف نتنياهو – ليبرمان على 33 مقعداً فقط، الأمر الذي يعني تراجعاً حاداً في عدد مقاعد الحزبين، قياساً بالكنيست الحالي.
أما صحيفة «معاريف»، فقد نقلت عن وزراء في «الليكود» تأكيدهم تراجع عدد مقاعد الحزب، محذرة من أن اتفاق التحالف قد يكون خاسراً، تماماً كما حصل مع تحالف أحزاب الليكود وغيشر وتسومت، عام 1996.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته «معاريف» أمس، أن أحزاب المعارضة الإسرائيلية، التي قد تكتسب دفعة إيجابية بفعل التوجه الأيديولوجي المتزايد لنتنياهو باتجاه معسكر ليبرمان، حققت بالفعل تقدماً، إذ أشارت نتائج الاستطلاع الى أن حزب «العمل» سيفوز بـ27 مقعداً، وحزب الوسط بـ18 مقعداً، بعدما كانت التوقعات يوم الاثنين الماضي، تشير الى أن الأول سينال 19 مقعداً، فيما سينال الثاني 15 مقعداً. وبحسب محللين إسرائيليين، فإن تغيّر مزاج الناخب الإسرائيلي، يعود إلى القلق من تعزّز مكانة ليبرمان، وهو شخصية غير دبلوماسية، رغم أنه يشغل رأس الدبلوماسية الاسرائيلية، فضلاً عن أنه يواجه دعاوى احتيال.
مع ذلك، أكدت الصحيفة أن خطوة الشراكة كان ينبغي لها أن تمثّل حافزاً لقوى اليسار والوسط الى الاتحاد، أو التكتل في مقابل التكتل اليميني، الا أن الكثير من المعلقين الإسرائيليين استبعدوا مثل هذه الخطوة، ولا سيما أنه «لا يوجد زعيم تتفق عليه أحزاب المعارضة، كما لا يوجد توافق في الآراء»، الأمر الذي يؤدي إلى النتيجة الحاسمة، بأن الوحدة بين أحزاب المعارضة «مستحيلة».
من جهتها، أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن خلفية التحالف بين «الليكود» و«اسرائيل بيتنا»، انتخابية بامتياز، بل هي العامل الأساسي شبه الوحيد للتحالف، «ذلك أن حجم التباين بين الحزبين كبير جداً، وقد يشمل كل قضية أساسية طُرحت على طاولة الحكومة في السنوات الماضية».
وأشارت الى ان «الحزبين لم يتوافقا على شيء تقريباً، ومنها الموقف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي رأى ليبرمان انه ليس بشريك، بينما رأى نتنياهو ضرورة التعامل معه، وايضاً في قضية تحويل الاموال للسلطة، وإنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة من خلال عملية عسكرية، والموقف من مصر وشبه جزيرة سيناء، والاختلاف في الموقف حيال المفاوضات مع سوريا، إضافة الى الخلاف حول تجنيد اليهود المتدينين والمخصصات المالية للأحزاب الدينية، فضلاً عن التباين في الموقف من الجمعيات الحقوقية اليسارية، إذ يريد ليبرمان العمل على إغلاقها وانهاء عملها، لكن نتنياهو يرفض ذلك».
مع ذلك، أكد المعلق السياسي في صحيفة «هآرتس»، الوف بن، أن خطوة نتنياهو ــ ليبرمان، تعني أن رئيس الحكومة ألّف مسبقاً حكومة حرب، مؤكداً ان هذه الحكومة ستقود إسرائيل إلى مواجهة عسكرية مع ايران، ولفت إلى ان نتنياهو لم يخف نواياه بالاعلان عن أن الهدف الأول لحكومته المقبلة، هو منع الجمهورية الاسلامية في ايران، من امتلاك الأسلحة النووية.
وحذر بن من ان الاتحاد مع ليبرمان سيؤدي إلى تقويض المعارضة الداخلية الموجودة حالياً في حزب الليكود، لأي توجه حربي ضد ايران، بل إن نتنياهو سيدعي أنه تلقى تفويضاً كبيراً من الشعب الاسرائيلي، للعمل بما يراه ملائماً تجاه ايران، مضيفاً إن «قادة المؤسسة الأمنية في اسرائيل، سيجدون صعوبة في معارضة موقف نتيناهو».
وأكد الكاتب أن «التحفظ الأميركي من توجيه ضربة اسرائيلية لإيران، هو الوحيد القادر على عرقلة أو احباط الأوامر العسكرية لقادة سلاح الجو، بالانطلاق نحو المنشآت النووية في ايران».
من جهته، حذر حزب «كديما» من إمكان تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع في الحكومة المقبلة. وقال، في بيان له، إن مثل هذه الخطوة ستمثّل تهديداً حقيقياً لأمن اسرائيل، معيداً إلى الأذهان نداء ليبرمان السابق، بقصف سد أسوان في مصر.