من المفترض أن تعيش سوريا اليوم «هدنة» نجح في تسويقها المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي. إذ أعلن كلّ من طرفي النزاع موافقتهما على وقف اطلاق النار خلال عيد الأضحى، بالتزامن مع ترحيب دولي وعربيّ. وأعلن الجيش السوري وقف العمليات العسكرية في سوريا عملاً بهدنة عيد الأضحى التي اقترحها الموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي. وجاء في بيان تمت تلاوته على التلفزيون السوري الرسمي «لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، تعلن القيادة العامة للقوات المسلحة السورية وقف العمليات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية اعتباراً من صباح يوم غد الجمعة لغاية يوم الاثنين 29 من هذا الشهر».
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلّحة، في البيان، أنه «انسجاماً مع مسؤوليتنا في حماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة تحتفظ قواتنا المسلّحة بحق الرد على ما يلي: استمرار المجموعات الإرهابية المسلّحة بإطلاق النار على المدنيين والقوات الحكومية، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وكذلك استخدام السيارات المفخّخة والعبوات الناسفة. كذلك قيام المجموعات الإرهابية المسلّحة بتعزيز مواقعها التي توجد فيها مع بدء سريان هذا الإعلان أو الحصول على الإمداد بالعناصر والذخيرة».
واعلن الجيش السوري الحر التزامه بالهدنة لمناسبة عيد الاضحى «اعتبارا من صباح الجمعة»، مع التأكيد انه سيرد بقسوة في حال عدم تنفيذ القوات النظامية وقف النار، بحسب ما اكد رئيس المجلس العسكري الاعلى لهذا الجيش العميد مصطفى الشيخ.
وقال الشيخ لوكالة «فرانس برس» «نحن ملتزمون بوقف النار اعتبارا من صباح الجمعة اذا التزم النظام بذلك. لكن اذا اطلقت رصاصة واحدة، فسنرد بمئة». واضاف ان هذا القرار يلزم «المقاتلين الخاضعين للمجلس العسكري الاعلى وعددهم لا بأس به، الا ان هناك فصائل مسلحة اخرى تتبع قيادات اخرى». وقال الشيخ «للاسف لا توجد قيادة موحدة حقيقية للمقاتلين المعارضين للنظام في سوريا».
وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قد ناشد أمس طرفي النزاع الالتزام بوقف إطلاق النار. وأضاف أن الحكومة التركية تتابع موضوع وقف إطلاق النار، مؤكداً حرص حكومته على حياة كل مواطن سوري. وأشار أردوغان إلى اتفاقه مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال لقائهما في العاصمة الاذرية باكو منذ 10 أيام، على دعم جهود وقف إطلاق النار، ودعوة جميع الأطراف للالتزام بذلك.
في السياق، دعت موسكو المعارضة السورية المسلحة إلى الالتزام بالهدنة، وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، إنّه «من المهم أن تتقيّد المعارضة المسلحة بهدنة العيد». وأضاف «من ثمّ يمكن تمديد وقف النار لعدة أيام».
وبدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب انتهاء مباحثاته مع نظيره السويسري ديدييه بوركهالتر، إن موسكو تأمل أن تتحقق الهدنة المعلنة في سوريا. ولفت إلى أنّ «تسوية الأزمة يجب أن تكون بالطرق السياسية فقط»، مشيراً إلى أن هذا «يعتمد على الإسراع في وقف أعمال العنف ودخول كافة الأطراف في حوار، من دون شروط مسبقة، ما سيسمح بالخروج من الأزمة بأقل الخسائر».
من ناحيته، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، أنّ إيران تناصر الشعب السوري وتعارض أيّ تدخل خارجي في شؤونه. وقال، في نداء وجهه إلى حجاج بيت الله الحرام، «إنهم يخلقون الأزمات في سوريا بمساعدة عملائهم في المنطقة ليصرفوا أذهان الشعوب عن قضايا بلدانها المهمة والأخطار التي تحدق بهم، إلى الأحداث الدامية التي ساهموا إسهاماً أساسياً في خلقها». ولفت إلى أنّ «الحرب الداخلية في سوريا ومقتل الشباب المسلمين على أيدي بعضهم جريمة بدأت، وتمّ تأجيجها من قبل أميركا والصهيونية والحكومات المطيعة لهما». من ناحيتها، دعت الصين جميع أطراف الصراع في سوريا إلى الالتزام بمقترح الأخضر الإبراهيمي بوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، هونغ لي، «نحن سعداء برد الفعل الإيجابي على الاقتراح من الاطراف المعنية في سوريا». وأضاف «نتمنى أن تستطيع كل الأطراف المعنية في سوريا اتخاذ موقف مخلص، وإجراءات ملموسة لدعم مقترح الإبراهيمي والتعاون معه ومع جهود الوساطة التي يقوم بها واستغلال الفرصة جدّياً لتنفيذ الوعود لوقف إطلاق النار ووقف العنف».
بدوره، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن الأخير رحب بالهدنة، مشيراً إلى إن من المهم أن تلتزم الحكومة السورية وجماعات المعارضة بها. وقال مارتن نسيركي للصحافيين «ببساطة نحن نأمل بشدة ان تسكت المدافع وأن يتوقف العنف حتى يتمكن عمال الإغاثة من مساعدة الناس الأكثر احتياجا».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)