توصلت حركة «حماس» في غزة ودولة الاحتلال، مساء أول من أمس، الى هدنة بوساطة مصرية، لكنّه لم يجر هناك اتفاق بين الطرفين، وهو ما أكّدته جهات من المقاومة ومن الاحتلال، ولذلك شهدت الجبهة الغزية أمس نوعاً من الهدوء يتوقع أن يسود في أيام العيد أيضاً، فيما استُشهد فلسطيني متأثراً بجراحه نتيجة غارة سابقة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إن المواطن أحمد حرز الله، «استشهد متأثراً بإصابته في الغارة الإسرائيلية على رفح التي أدت في حينه إلى مقتل الناشط محمد الشيخ من ألوية الناصر صلاح الدين». وأضاف أنه بوفاة حرز الله «ترتفع حصيلة العدوان على قطاع غزة منذ صباح الاثنين وحتى الآن الى 8 شهداء و 13 إصابة تتراوح بين جراح متوسطة وخطيرة».
وفي خصوص التهدئة، قالت متحدثة باسم جيش الاحتلال «لم يطلق أي صاروخ باتجاه اسرائيل ولم تشن هجمات اسرائيلية في قطاع غزة منذ مساء الاربعاء». وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة أن المدارس في البلدات الاسرائيلية القريبة من قطاع غزة استأنفت صفوفها بشكل طبيعي الخميس بعد تعليقها الاربعاء.
وأكد المسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية، عاموس جلعاد، لاذاعة الجيش الاسرائيلي، أنه تم التوصل الى تهدئة، لكنه نفى إبرام اتفاق مباشر مع «حماس». وقال ان «المصريين لعبوا دوراً مهماً بواسطة اجهزتهم الامنية التي تتمتع بتأثير كبير على حماس». وأضاف «يمتلك المصريون قدرة مثيرة للاعجاب على التوضيح (لحماس) أن مصلحتها الأساسية ليست في الهجوم واستخدام الارهاب ضد إسرائيل أو أهداف أخرى». وتابع «يمكن القول بشكل قاطع إنه لا يوجد اتفاق مع «حماس»، لم يحدث هذا قط ولن يحدث أبداً الأمر الوحيد، الذي تحدد وقيل هو أنه سيكون هناك هدوء ونحن لا نريد التصعيد».
بدوره، قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، سيلفان شالوم، لإذاعة «صوت إسرائيل»، إن السلطة الجديدة في مصر «تتحرك ضد «حماس» بشكل أقسى من النظام السابق». وأضاف أن «حماس تعتقد أن وصول (الرئيس) محمد مرسي (القادم من صفوف جماعة الإخوان المسلمين) سيسمح لها بحرية أكبر للمناورة، لكن ما حدث هو العكس»، في إشارة إلى قيام السلطات المصرية بهدم الأنفاق بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة. وتابع «مصر تدمر الأنفاق واحداً تلو آخر. هذا يحد من التحركات والتهريب ودخول الإرهابيين عبر الأراضي المصرية. باستطاعتي أن أقول إن تصرف مصر تجاه حماس وغزة الآن أقسى بكثير مما كان أثناء حكم النظام السابق. حماس وجدت نفسها في موقف مخالف لتوقعاتها». وأكد أن «التعاون العسكري بين إسرائيل ومصر ممتاز. ويستمر كالمعتاد».
على الجانب الفلسطيني، امتنعت المقاومة عن إطلاق صواريخ الليلة قبل الماضية، لكن لجان المقاومة نفت أن يكون جرى التوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل. وقال المتحدث، محمد البريم (أبو مجاهد)، إن «غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة لم تعط العدو الصهيوني تهدئة تحت أي مسمى كان». وأضاف أن «ألوية الناصر صلاح الدين وفصائل المقاومة سترد على كل اعتداء صهيوني آثم ضد أبناء شعبنا الفلسطيني». وتابع «على العدو أن يعي جيداً أن الدماء الفلسطينية غالية وسندافع عن حرمتها وسنردع من تسول له نفسه المساس بأبناء شعبنا ومجاهدينا».
وفي مؤشر على عودة الهدوء، أعلن مصدر فلسطيني مسؤول انه تم اعادة فتح معبر إيريز الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة بعدما أغلقتة اسرائيل امس لمدة 24 ساعة.
الهدوء الذي شهده القطاع أمس، دفع بالمواطنين الى التوجه لتلبية احتياجاتهم ومستلزماتهم الخاصة بالعيد، فاكتظت شوارع غزة بالسيارات والمارة الذين يتجولون فيها. وعادت حركة الأسواق إلى طبيعتها، وأكد مصطفى، صاحب محل لبيع الملابس، أن أعداد الناس المقبلين على الشراء ازدادت أمس، بعدما كانت حركة البيع بطيئة قبل يوم بسبب التصعيد، مبيناً أن الأوضاع عادت إلى طبيعتها بعد توقف القصف.
وقالت أم محمد إنها خرجت من منزلها لتلبية طلبات أسرتها، وشراء الملابس الخاصة بالعيد لأطفالها الأربعة، معبرة عن سعادتها لوقف القصف الإسرائيلي على غزة. وعبرت عن حزنها الشديد لسقوط شهداء وجرحى قبل العيد بأيام قليلة، مبينة أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد نزع الفرح من قلوب الفلسطينيين في كل يوم وفي العيد بالتحديد.
بدوره، أوضح محمد العبادلة، عضو في جمعية أصحاب شركات البترول، أن الوقود متوافر في قطاع غزة منذ أسبوع، مبيناً أن أسعار السولار والبنزين لا تزال مستقرة.
إلى ذلك، دعت فنلندا اسرائيل الى انهاء الحصار البحري على غزة بدون تأخير، وذلك بعد خمسة ايام من اعتراض البحرية الاسرائيلية السفينة الفنلندية «أستيل» لناشطين مؤيدين للفلسطينيين أرادوا كسر هذا الحصار. وأكدت وزارة الخارجية الفنلندية، في بيان، أن «فنلندا لم تقبل بحصار غزة ويجب رفعه بدون تأخير. هذا هو الموقف المشترك للاتحاد الاوروبي والذي يكرره باستمرار». وأضافت أن «للحصار انعكاسات سلبية على الوضع السياسي في الشرق الاوسط ويسبب معاناة لا فائدة منها لمدنيي غزة».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)