طالب السودان، أمس، مجلس الأمن الدولي بإدانة الاعتداء الإسرائيلي على مجمع اليرموك للصناعات العسكرية بجنوب الخرطوم يوم الثلاثاء الماضي، وذلك في اجتماع عقده مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير دفع الله الحاج علي، مع رئيس مجلس الأمن، وقدّم خلاله تفاصيل وافية عن الاعتداء. وأوضح السفير السوداني لرئيس مجلس الأمن (المندوب الدائم لغواتيمالا) أن «الطائرات الأربع التي نفذت الغارة كانت مزودة بأنظمة متقدمة للتشويش على الرادارات». وأضاف إن «مثل هذه التقنيات لا تمتلكها إلا دول قليلة»، وقد «نجم عن الغارة تدمير جزء كبير من المجمع وسقوط اثنين من القتلى، كما جرح آخر حالته خطيرة».
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن السفير قوله إن «هذه هي المرة الثالثة التي تنتهك فيها إسرائيل الأجواء السودانية»، مؤكداً أن ذلك يمثل خرقاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وتهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين. وشدّد على أن «المجمع الذي قصف ينتج أسلحة تقليدية، ولا صلة له إطلاقاً بتصنيع أي أسلحة محظورة». وطالب رئيس مجلس الأمن بأن يحيط أعضاء المجلس علماً بهذا التطور الخطير، وبأن يصدر مجلس الأمن إدانة قوية لهذا العدوان والخرق الفاضح لميثاق الأمم المتحدة.
كذلك تحدث مندوب السودان، خلال مشاركته في جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة تقرير الأمين العام الدوري بشأن دارفور، عن الهجوم الإسرائيلي، مشيراً إلى أن «إسرائيل هي التي تولت الحركات المسلحة في دارفور بالدعم والرعاية، واستقبلت في عاصمتها بعض تلك القيادات الدارفورية الرافضة للسلام، وفتحت لها مكاتب بعاصمتها تل أبيب، ووفرت طائرة لقادة تلك الحركات من أجل تحركاتهم».
وأضاف دفع الله إن «إسرائيل لم تقف عند هذا الحد، بل تجاوزته ليلة أمس الأول (الثلاثاء) في تطور خطير وغادر عندما قصفت أربع طائرات إسرائيلية مجمع اليرموك للتصنيع العسكري بالخرطوم.
وذكرت الوكالة السودانية أن المندوب السوداني الدائم، وبالتنسيق مع نظيره المصري، كونه رئيس المجموعة العربية لهذا الشهر، سيقدّم شرحاً للمجموعة بنيويورك حول الحادث والطلب إليها إصدار إدانة.
وكان مجلس الوزراء السوداني قد طالب في اجتماع طارئ، عقده أول من أمس، مجلس الأمن الدولي وجميع شعوب العالم وحكوماته بإدانة الهجوم «الذي يُمثّل جريمة تُهدد السلم والأمن الدولي».
من جهتها، أدانت الحكومة المصرية الهجوم على المصنع، ووصفته بالإرهابي. وقال مجلس الوزراء المصري في بيان، إن «رئيسه هشام قنديل عبّر، خلال اتصال هاتفي أجراه مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه، عن عزاء مصر حكومةً وشعباً بضحايا الهجوم الإرهابي على أحد المصانع بالخرطوم». وأضاف إن «قنديل شدّد على رفض مصر القاطع لأي اعتداء على السودان وحرصها على سلامة أراضيه».
كذلك فعلت إيران، بحيث نددت وزارة الخارجیة الإیرانیة بشدة بالهجوم. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن المتحدث باسم الخارجیة الإیرانیة رامین مهمانبرست، قوله إن هذا الإجراء «غیر المبرر الذي قام به الكیان الصهیوني نابع من نزعته الهمجیة»، مؤكّداً أن «مثل هذه الممارسات إنما تزید من التوتر في المنطقة».
وتابع مهمانبرست قائلاً، إن إيران «إذ تؤكد علی مسؤولیة المنظمات الإقلیمیة والمؤسسات المعنیة بحفظ السلام والأمن الدولي في هذا المجال، تدعوها إلى اتخاذ الموقف المناسب والعمل بمسؤولیتها الحساسة إزاء هذا الانتهاك الصارخ». وشدد المتحدث علی ضرورة تحلي دول المنطقة بالوعي والیقظة واتخاذ المواقف الحازمة «حیال العدوان الذي قامت به إسرائيل ضد دولة إسلامیة عضو في جامعة الدول العربیة».
(الأخبار، يو بي آي)