طغت مجزرة دوما على الواقع الميداني في سوريا، في حين قتل 6 أشخاص بانفجار سيارة مفخّخة بالقرب من حيّ التضامن في دمشق، فيما أعلن قائد أركان القوات المسلحة الروسية أنّ المتمردين السوريين يستخدمون قاذفات صواريخ أميركية الصنع. وعثر على أكثر من عشرين جثة في ريف دمشق، يوم أمس، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان والاعلام الرسمي السوري الذي وصف الحادث بالمجزرة، قائلاً إنّ «مجموعات إرهابية نفذتها»، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية بها. وأفاد المرصد عن العثور على عشرين جثة في مبنى في حيّ تكسي حيدر في مدينة دوما في ريف دمشق، بينها أربع لأطفال وثمان لنساء. ونقل عن ناشطين في البلدة أنّ الضحايا قتلوا على أيدي القوات النظامية فجراً.
في المقابل، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» إنّ عدد ضحايا «المجزرة التي ارتكبها إرهابيّو ما يسمى لواء الإسلام قرب جامع حوا، عند دوار الشهداء بشارع علي بن أبي طالب، بلغ 25 شهيداً، وذلك «بحسب أهالي مدينة دوما».
وفي السياق، قتل 6 أشخاص وأصيب 20 آخرون بانفجار سيارة مفخّخة بالقرب من حيّ التضامن في العاصمة السورية دمشق. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إنّ «إرهابيين فجّروا سيارة مفخّخة في منطقة دف الشوك أول طريق التضامن في دمشق»، وتحدّثت عن «وقوع شهداء وإصابات بين المواطنين». فيما لفت مصدر سوري محلي إلى أنّ «6 أشخاص قتلوا وجرح 20 آخرون على الأقل، في التفجير الإرهابي».
وفي مدينة حرستا في ريف العاصمة، قتل 14 شخصاً، بينهم 11 مقاتلاً «إثر إطلاق رصاص وقصف على المدينة من قبل القوات النظامية، التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة على أطراف المدينة وتحاول منذ أيام اقتحامها»، بحسب المرصد. وفي محافظة إدلب، شنّت الطائرات الحربية غارات جوية على مدينة معرة النعمان وقرية تلمنس الواقعة في محيط معسكر وادي الضيف، حيث قتل خمسة مقاتلين معارضين في محيطه جراء اشتباكات «بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومن جبهة النصرة». كذلك قتل تسعة جنود نظاميين إثر تدمير وإعطاب ثلاث دبابات في اشتباكات مع مقاتلين معارضين في قرية عين قريح، جنوبي شرقي معرة النعمان، بحسب المرصد.
وفي حلب، دارت اشتباكات عنيفة في محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري، بحسب المرصد، بينما تعرضت أحياء في المدينة ومناطق في ريفها للقصف. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأنّ المقاتلين المعارضين شنوا هجوماً «هو الأول في وضح النهار» على ثكنة طارق بن زياد في شمال غرب المدينة، التي تشهد معارك شبه يومية منذ دخول المقاتلين إلى منطقة بني زيد. كما أفادت الوكالة عن اشتباكات في حيّ بستان الباشا في شمال المدينة.
وفي محافظة الرقة، قتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات النظامية في انفجار سيارة مفخخة «استهدف حاجز القنطري على طريق الرقة الحسكة»، بحسب المرصد. وفي محافظة الحسكة، فجر مسلحون مجهولون خط نقل الغاز بين الحسكة ومدينة بانياس في قرية بئر جويس في المحافظة.
وأفادت وكالة «سانا» عن قيام «وحدات من قواتنا المسلحة بتطهير منطقة خان العسل بريف حلب من الإرهابيين. وأدت العمليات إلى مقتل وإصابة عشرات الإرهابيين، وتدمير معداتهم ومقار تجمعاتهم»، كما تمّ تدمير أوكار للإرهابيين بالقرب من مشفى الكندي في مدينة حلب ومدخل قرية كفرناها بريف المحافظة، بحسب «سانا».
وفي حمص، أفادت الوكالة السورية عن «ملاحقة وحدات من قواتنا المسلحة المجموعات الإرهابية، وأوقعت خسائر فادحة في صفوفها»، فيما «اشتبكت مع إرهابيين في مدينة الرستن وسوق الحشيش بحمص، وأوقعت في صفوفهم قتلى وجرحى إضافة إلى تدمير معداتهم».
في موازاة ذلك، أعلن قائد أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف أنّ المتمردين السوريين يستخدمون قاذفات صواريخ أميركية الصنع من طراز «ستينغر». ونقلت وكالة «أنترفاكس» عن الجنرال ماكاروف أنّ «هيئة الأركان تملك معلومات مفادها أن المتمردين الذين يقاتلون قوات الحكومة السورية لديهم قاذفات صواريخ أرض _ جو محمولة من عدة دول، لا سيّما قاذفات ستينغر الأميركية الصنع». وأضاف «ما زال يتعيّن تحديد الجهة التي سلّمتها». وأشار ماكاروف إلى تزويد المتمردين السوريين بأسلحة وذخائر، وخصوصاً بقاذفات صواريخ أرض _ جو محمولة من الخارج، بواسطة عدة وسائل نقل، وخصوصاً عبر الجوّ.
في سياق آخر، دعت منظمة العفو الدولية الحكومة البريطانية إلى التوقف عن إعادة المواطنين السوريين قسراً إلى بلادهم، وذلك بعد تدخلها لمنع إرسال ناشط سوري إلى دمشق. وقالت المنظمة إنها بعثت برسالة إلى وزيرة الداخلية تريزا ماي لحثّ حكومتها على «وقف إعادة المواطنين السوريين قسراً إلى بلادهم، نظراً إلى التدهور الكبير في الوضع السياسي والحقوقي في الأشهر الأخيرة، والطبيعة التي لا يمكن التنبّؤ بها لاستمرار الأحداث على أرض الواقع». وأضافت أن إبعاد الناشط السوري، الذي لم تكشف عن هويته لأسباب قانونية، كان من المفترض أن يتمّ الأحد الماضي، لكن هذا الإجراء أوقف في المحكمة العليا بلندن، ويرجع ذلك جزئياً إلى تدخلها في القضية وتقديمها معلومات عن الأزمة الراهنة لحقوق الإنسان في سوريا.
إلى ذلك، تحدثت منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن أدلة متزايدة لديها تبيّن استمرار القوات الجوية السورية بإلقاء القنابل العنقودية. وأصدرت المنظمة تقريراً تشير فيه إلى أنّ المعلومات التي جمعتها تُظهر زيادة ملحوظة في استخدام القنابل العنقودية، خلال الأسبوعين الماضيين.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)