غزة | أنهى أمير قطر زيارته التاريخية الى قطاع غزة، برفقة زوجته موزة أمس، بخطاب ألقاه في الجامعة الإسلامية، مشدداً على أن الانقسام الفلسطيني هو الضرر الأكبر لقضية الفلسطينيين والعرب جميعاً، في محاولة للردّ على الانتقادات التي رأت في زيارته تعزيزاً للانقسام وانفصال غزّة، وذلك بعد جولة بالقطاع برفقة وفده ورئيس الحكومة الفلسطينية، بحيث افتتح مجموعة من المشاريع القطرية تجاوزت قيمتها 450 مليون دولار، بعدما كانت المنحة مقدرة بـ254 مليون دولار. وقال حمد، في خطابه، إن «الانقسام الذي يعيشه الفلسطينيون يحتم على قياداته التفكير في واقع الشعب، وأن يتذكروا أن الانقسام يضيّع القضية بأكملها، وخصوصاً في ظل التغيير في الوطن العربي الذي ساهم في تهميش الاهتمام بالفلسطينيين»، منوّهاً إلى أنه ليس بصدد إعطاء الدروس والعظات بقدر ما هو بصدد لفت الانتباه إلى توحيد المواقف الفلسطينية.
وأضاف «من منا لا يدرك أن الفرقة بين الفلسطينيين والعرب أشدّ ضرراً من العدوان الإسرائيلي المتكرر؛ فلم يعد هناك مفاوضات سلام ولا استراتيجية واضحة للمقاومة، فلماذا لا يقف الفلسطينيون موحدين أمام سلام عادل تقبل به إسرائيل أو تجبر عليه؟». وتابع «آن الأوان لطي صفحة الخلافات الداخلية وفق الأسس التي تم الاتفاق عليها في الدوحة والقاهرة بجهود خاصة من الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل». ووصف الأمير زيارته الى غزة باللحظة التاريخية، وقال «أنا أقف بينكم على أرض غزة الحرة والمحاصرة، فهذه لحظة تاريخية. هذه المدينة التي تربط بين جناحي الوطن العربي، وإنها والله للحظة أن يشعر العربي فيها بالحزن، لأن الجسر بين بلاد العرب لم يعد قائماً». واعتبر أن القضية الفلسطينية هي الجرح النازف في الجسم العربي، مشيراً إلى أن إسرائيل تمعن كل يوم في تغيير وجه الأرض عبر الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، بصورة خاصة، وذلك بسبب العجز العربي والانحياز الدولي. ورأى أن «صمود غزة كان مثار عزة لكل العرب»، مضيفا «لقد كنا معكم على الدوام ولو بأضعف الايمان، قبل العدوان وبعده، وكنا حريصين على أن يكون تواصلاً مباشراً من فوق أرضهم، ففتحنا سفارة لقطر بعد عودة السلطة، وحين وقع العدوان دعونا إلى قمة غزة العربية، لعلنا ندفع بعض العدوان، غير أن صمود غزة كان هو العامل الحاسم ولقن الواهمين بثبات الموقنين وزيف دعاة التسليم بالواقع العربي بما فيه من بؤس». وفي نهاية الزيارة منحت الجامعة الاسلامية بغزة درجة الدكتوراة الفخرية لكل من الأمير القطري وزوجته الشيخة موزة. وكان رئيس وزراء غزة، إسماعيل هنية، قد استقبل الأمير القطري، مع عقيلته الشيخة موزة على معبر رفح البري، جنوب غزة، على بساط أحمر، وعلى أنغام موسيقى السلامين الوطنيين الفلسطيني والقطري، وفق البروتوكولات الدولية، وذلك في زيارة تاريخية لأول زعيم عربي منذ فرض الحصار على «حماس» عام 2007. ورافق عدد من المسؤولين القطريين، ومسؤول مصري نيابة عن رئيسه محمد مرسي، الأمير، الذي بدأ جولته بوضع حجر الأساس لمدينة حمد السكنية في حفل خصص له، بمدينة خان يونس.
وأعلن هنية، في كلمة له، عن انتهاء الحصار الاقتصادي والسياسي على القطاع، بعد ترحيبه بالأمير وعقيلته. وقال «نعلن اليوم الانتصار على الحصار»، موضحاً أنه كسر للحصار السياسي والاقتصادي، وأن غزة ليست وحدها في الميدان، كما أن فلسطين القضية المحورية، معرباً عن اعتزازه بعروبة الأمير القطري، وشهامته.
وكشف هنية عن ارتفاع الدعم القطري من 254 مليون دولار إلى 450 مليون دولار لإعادة إعمار غزة. وذكر أن قطر تعهدت أيضاً ببناء مدينة للمحررين بقيمة 25 مليون دولار، وكذلك بناء اصلاحية ومركز تأهيل بـ 8 ملايين دولار، وزيادة ميزانية الأطراف الزراعية من 2.2 مليون دولار الى 15 مليون دولار. وأشار الى أن إنشاء مدينة حمد، الذي يكلف 91 مليون دولار، سيكون على ثلاث مراحل.
في المقابل، قاطعت فصائل منظمة التحرير استقبال الأمير، واعتبرت أن زيارته تكريس للانقسام، وتقوية لحركة «حماس» في غزة على حساب «فتح». أما الشارع الغزّي، فتباينت مشاعره بين من رحب بالزيارة وسُرّ لها لما حملته من خير، وبين من رأى فيها حدثاً لا يعنيه. وقال المواطن مهدي العصار إن «الحكومة في واد والشعب في واد آخر، لا تنظر إليه ولا يتطلع إليها، فهي استطاعت أن تبني لنفسها عالماً لا يصله البسطاء».
لكن محمد الكموني، قال «مهما كان فنحن يجب أن نفرح بقدوم الأمير لأنه ربما تكون بوابة خير لنا كفلسطينيين، وأن يفك الحصار عن الشعب بأكمله، وأن تكون زيارته مطرقة عظيمة لكسر القيد الإسرائيلي المفروض علينا جميعا لأكثر من خمس سنوات، عانى كافة الفلسطينيين منها». وهذه الزيارة الثانية للأمير القطري لقطاع غزّة، بعد زيارة أولى في العام 1999، حيث استقبله الزعيم الراحل ياسر عرفات.



ظهور أم العبد للمرة الأولى

من هي تلك المرأة التي كانت ترتدي زياً أسود فضفاضاً ومنديلاً أبيض وتحمل شنطة سوداء الى جانب اسماعيل هنية؟ ذلك هو السؤال الذي شغل بال الجميع عند استقبال أبو العبد للأمير القطري وزوجته موزة، وعند البحث عن الإجابة تبين أن المرأة الغزية تلك ما هي إلا أم العبد، التي أخفاها أبو العبد عن العيون، وأنجب منها 14 ولداً وبنتاً واحدة.
تلك كانت المرة الأولى التي تظهر فيها أم العبد في مناسبات رسمية، ولأن الضيوف استثنائيون، كان من غير اللائق أن يستقبلهم أبو العبد من دون زوجته، ولا سيما أن الأمير برفقة زوجته. وبحسب وكالة أنباء «معا»، فإن أم العبد لم تظهر في أي مراسم رسمية، ولم تتحدث بتاتاً للإعلام باستثناء مرة نادرة للوكالة.
وفي الوقت الذي ظهرت فيه أم العبد، آمال، مرتدية الزيّ الغزّي الشرعي، وهو الجلباب الأسود والمنديل الأبيض، الى جانب زوجها الذي بدا بكامل أناقته، أطلّت الشيخة موزة بلباس فلسطيني تقليدي الى جانب زوجها الذي ارتدى الثوب الخليجي المعتاد. وقالت المسؤولة في الحركة النسائية لـ«حماس»، أم محمد الرنتيسي، إن ظهور أم العبد «جاء من باب إكرام الضيف».
وُلدت أم العبد، وهي ابنة عم هنية، عام 1963 في مخيم الشاطئ للاجئين، وتزوجت من أبو العبد عام 1980، وأنجبت منه 14 ولداً وبنتاً. وكانت قد تحدثت أنباء أن هنية تزوج للمرة الثانية ووسط سرية تامة عام 2009. والزوجة الثانية هي أرملة شهيد استشهد خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، وتبلغ من العمر 30 عاماً، فيما يبلغ هنية من العمر 50 عاماً.